الغزالي والسنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ؛ نظرت وملاحظات
(0)    
المرتبة: 420,972
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:موضوع البحث في هذا الكتاب هو كتاب الشيخ محمد الغزالي: "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث"، وهو كتاب ألفه الشيخ محمد الغزالي بتكليف من المعهد العالمي للفكر الإسلامي (بالولايات المتحدة)، وذلك إنصافاً للسنة النبوية، وذوداً عنها جراءة القاصرين وذوي العقول الكليلة.
وفي هذا الكتاب توجيه للذين يتناولون كتب ...الأحاديث النبوية، وهم يحسبون أنهم أحاطوا بالإسلام علماً بعد قراءة عابرة أو عميقة. كما وفي الكتاب درس للذين يعرفون من الإسلام قشوره ونسوا جذوره. وموضوعات الكتاب مختلفة: 1-نماذج للرأي والرواية ويتناول فيها الشيخ الغزالي صحة الحديث وشروطه، مقرراً أن الحديث الشريف قد يصح مسنداً ويضعف متناً بعد إكتشاف الفقهاء لعلة كامنة فيه، 2-في عالم النساء ويتحدث فيه عن الحجاب والنقاب وعن المرأة والأسرة والوظائف العامة، وعن علاقة المرأة بالمسجد، وعن شهادة المرأة في الحدود والقصاص، 3-الغناء: ويتحدث عن الفنون عامة، فيتكلم عن خبر الواحد وقيمته، مبيناً أن العقائد والأركان والمعالم الرئيسية للدين الإسلامي تؤخذ مما نقل بالتواتر، أو مما استفاضت شهرته من الصحاح، أما الأحكام الفرعية فلا بأس عند تقريرها من النظر في أحاديث الآحاد، 4-الدين بين العادات والعبادات: ويتحدث فيه عن آداب الطعام، وآداب الملبس، وآداب المساكن، وكتاب البنيان، 5-المسّ الشيطاني حقيقته وعلاجه: ويتحدث فيه عن شياطين الإنس التي تنتشر في كل مكان وتحاول الإيقاع بكل إنسان، وأن هذا المسلك أفضل من إشاعة سكن الشيطان لبدن الإنسان، والإحتيال على طرده بشتى الأوهام، 6-فقه الكتاب أولاً ويتحدث فيه عن أحاديث حُرّفت عن مواضعها أو جهل معناها، 7-أحاديث الفتن: ويتحدث فيه عن الدجّال ومصرعه، وأن الدجال ما هو إلا زعيم من زعماء اليهود، أو كبير من كبار علمائهم الكونيين، وأنه يمثل عوج الضمير اليهودي وإنقطاعه من الله، 8-وسائل وغايات: ويتحدث فيه عن المتغير والثابت في ميدان الجهاد وفي ميدان الشورى، 9-القدر والجبر: ويتحدث فيه عن العلم الإلهي الشامل، وعن معنى سبق الكتاب، ويردّ ما يفيد الجبر من الأحاديث، ويعرض للآيات القرآنية التي تفيد الإختيار الحرّ والجزاء العدل... وأخيراً الخاتمة: ويتحدث فيها عن السلسلة الذهبية، وإنها لا تشفع لمتن تهافت، وأن الفقيه مع المحدث يضبطان السنة النبوية.
إن هذا الكتاب، متعدد الموضوعات، قد أثار أسئلة وضجيجاً بل معارك لمّا تهدأ، وانبرى الكثير بين منافح وناقد، ومنهم من قسا على الشيخ الغزالي إما لقصور فهم، وإما لتعصب مذهبي معين، أو لكليهما معاً، من هنا جاء عمل الباحث ليضع قضايا كتاب الشيخ الغزالي هذا والتي أثارت ضجة في موضع الدراسة العلمية الواعية إذ هو يرى أن في رفض الشيخ الغزالي الحديث إعتماداً على ما رآه مناقضاً للقرآن أو العلم، ضمن مفهومات العصر وأخره هي رؤية شخصية محضة، لم تعتمد تمام الأستقراء، أي هو نقد إنتقائي، ابتعد كثيراً عن أصالة المنهج في قبول الروايات أو رفضها؛ فخطأ الشيخ الغزالي كما يراه الباحث هو إنما في طريقة البحث التي أوصلته إلى رفض عدة أحاديث من الصحاح، لذلك كان غير مفاجئ أن تأتي الشيخ الغزالي غير كاملة، لنقص بعض الأداة، لأنه لم يستوف شروط المنهج وأسسه، هذا ما رآه الباحث الذي رأى بأن الشيخ الغزالي اجتهد فأخطأ.
لذا قام ولبيان سائر الإشكالات أولاً بدراسة الأحاديث الشريفة المشكلة في كتاب الشيخ الغزالي، إسناداً ومتناً، لبيان درجة صحتها، ثانياً: التكلم عن أحوال الرجال في بعض الأسانيد، ثالثاً: الإشارة مراراً إلى كيفية إستنباط الفقيه للحكم من الحديث الشريف، وكيف أن الإختلاف بين الفقهاء إنما كان إختلاف أفهام لما تحتمله النصوص وتقبله العربية. وأنه لا تعارض بين جميع الأحاديث الشريفة الصحيحة، فيما بينها، وفيما بينها وبين أحكام القرآن الكريم، رابعاً: الإستشهاد بما كتبه العلماء والأئمة في شرح الأحاديث الصحيحة المشكلة، وإزالة التعارض الظاهر بينها وبين غيرها من الأحاديث، وبيان أن معانيها تتفق مع القرآن، أو اللغة، أو الفعل، أو العلم، أو غير ذلك من وجوه التوفيق التي تناسب كل حديث. إقرأ المزيد