مقاصد سور القرآن الكريم ؛ من سورة الفاتحة حتى سورة الناس
تاريخ النشر: 20/05/2021
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:لم يختلف المسلمون عبر تاريخهم، منذ بداية نزول القرآن الكريم إلى يومنا هذا، في أن ترتيب الآيات توقيفي: أي هو تعليم من جبريل عليه السلام للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أجمعت الأمة على ذلك، ونقل الإجماع جمع غفير من علماء القرآن الكريم والحديث والفقه وغيرهم، قال ابن ...قدامة المقدسي (عبد الله بن أحمد. ت: 620هـ / 1223م): ترتيب الآيات واجب، لأن ترتيبها بالنص اجماعاً، وقال أبو جعفر أحمد بن إبراهيم الغرناطي (ت: 708هـ / 1308م): اعلم أولاً أن ترتيب الآيات في سور القرآن وقع بتوقيفه وأمره، من غير خلاف في هذا بين المسلمين [...].
وعليه، فإن هذا الكتاب الذي يتناول بالدراسة مقاصد سور القرآن الكريم، كما جاء ترتيبها، المستهلة (الفاتحة)، والمختتمة بسورة (الناس)، وذلك بأسلوب شيق؛ موضوعي علمي، راعى المؤلف فيها بيان مقاصد كل سورة بشكل مفصل، وبلغة سهلة... تدركها الأذهان، وتأنس بمعانيها النفوس، وتسمو بمراميها الأراوح... فيتردد صداها في العقول... وعبارة لا ينفك أثرها وتعيها مرددة ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾...
ولنسلط الضوء على بعض ما ساقه المؤلف في بيان مقاصد سورة الفاتحة، إذ يقول: "تتميز سورة الفاتحة بسموّ بلاغتها التي تنبع من دقة كلماتها وغزارة معانيها، يتضمنها نوعي الدعاء، وهما: دعاء الثناء، ودعاء الطلب، فآياتها كلها دعاء وثناء على الله تعالى بأعظم العبارات، فتتحقق في قراءتها المناجاة بين العبد وربه، وبها أفضل الدعاء، بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم، كما تشتمل على آداب الدعاء: بالحمد أولاً، ثم الثناء، ثم التمجيد، فإفراد العبودية لله، والإستعانة به دون سواه، كما أنه تشبه ديباجة: لتضمنها مقاصد القرآن، وكليات العقيدة، وكليات التصور الإسلامي، وكليات المشاعر والتوجهات.
وهذا كله من عظيم بلاغتها، وإشارة إلى حكمة البدء بها في كتاب الله، واختيارها للتكرار في كل ركعة، ووجوب قراءتها في الصلوات، وبطلان كل صلاة لا تُقْرأ فيها... [...].
ثم ليتحدث عن أسماء الفاتحة وصفاتها فيقول: "لسورة الفاتحة أسماء وصفات كثيرة، دلالة على عظم شأنها، وسموّ بلاغتها: فهي: سورة (الفاتحة)، لأنه بها تستفتح القراءة في الصلوات، وبها افتتح الصحابة كتابه المصحف الإمام، وهي سورة (فاتحة الكتاب).... وهي سورة (أمّ الكتاب)، و(أمّ القرآن)، و(السبع المثاني)، و(القرآن العظيم) [...].
وهنا يورد المؤلف ما جاء من أحاديث نبوية حول ما جاء في حق كل اسم من هذه الأسماء، ومتابعاً بقول: "ورجوع معاني القرآن كله إلى ما تضمنته، فأياتها تأصل المعاني التي يهدف القرآن إلى تقريرها في النفوس: وهي الإيمان بالله واليوم الآخر، فالإيمان بملائكته وكتبه ورسله [...] مفصلاً من ثم ما جاء في أياتها في هذا السياق.
ثم وبعد ذلك، يتابع قائلاً: "وهي سورة (أساس القرآن)، و(الواقية)، و(الكنز) لإشتمالها على المطالب العالية، وهي (الكافية)، لأنها تكفي مما عداها ولا يكفي سواها عنها (تفسير ابن كثير 8/1] ثم ليورد فضائل سورة الفاتحة والإيجاز المعجز بها والذي رتبه على أربعة قواعد هي: القاعدة الأولى: أن يُفتح الكلام بحمد الله، القاعدة الثانية: أن تكون المقدمة من جوامع الكلم، القاعدة الثالثة: أن تكون قصيرة، لئلا تملّ نفوس السامعين بطول الإنتظار المقصود؛ فالإطالة في غير موضعها تُنسب المتكلم إلى الهذر، وبقدر ما تطول المقدمة يقصر الغرض، وهذا ما يُعرف في علوم البلاغة بإيجاز القِصَرْ، أي تقليل الألفاظ وتكثير المعاني.
ومن هنا، يظهر وجه لسورة الفاتحة مثل السور الطوال مع أنها سورة قصيرة، القاعدة الرابعة: أن تشير المقدمة أن الغرض المقصود، وهو ما يسمى في البلاغة: براعة الإستهلال، لأن ذلك يهيء السامعين لسماع تفصيل ما سيرد عليهم، فيتأهبوا لتلقيه، وسورة الفاتحة تضمنت أصول مقاصد القرآن، واشتمل إيجازها المعجز على عشرة أشياء [...].
يفصلها المؤلف... ليقدم للقارئ أروع بيان لما جاء في مقاصد هذه السورة... وذلك من هو غيض من فيض ما جاء في ذلك البيان حول مقاصد سور القرآن الكريم بأكملها. إقرأ المزيد