تاريخ النشر: 01/06/2009
الناشر: الأوائل للنشر والتوزيع والخدمات الطباعية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:يحاول البحث تفكيك بنية الرؤية الاستشراقية، بغية الكشف عن الخطابات الثاوية فيها والمتخفِّية تحت ستار دعوى المنهجية العلمية والحياد الموضوعي. عملياً، وبقطع النظر عن التنظيرات الغربية، فإن الثقافة الغربية لم تكن ثقافة حوارية، تُجيز هوية الثقافات الأخرى، إنما هي ثقافة تسلُّطية قمعية، تُلغي الآخر، وتُمارس عليه دور الوصاية السلطوية، وهو ...دور يُعيد تشكيل الواقع، وفقاً لرغبات، وقناعات، ومُخطَّطات استثمارية هادفة، وليس وفقاً لواقع موضوعي. فاتَّخذ الاستشراق صورة التبشير الديني تارةً، وصورة التمثيل التصويري (تصوير الشرق) تارةً أخرى، وصورة الاستعمار المباشر تارةً ثالثة. وفي كُلِّ تلك التجسُّدات والتحقُّقات، فإنّ طبيعة الثقافة السائدة، والمسيطرة، هي ثقافة إمبريالية، تمثيلية، وليست انعكاسية؛ وقد تمَّ توظيف الاستشراق كوسيلة معلوماتية لاستعمار العالم الثالث؛ حيث حاول الاستشراق إعادة بناء الشرق بعيداً عن واقعه، فالمجتمعات الإسلامية مجتمعات بدائية، يجب نقلها إلى حالة المَدَنية باستخدام سياسة التماثل ذاتها، المُتَّخذة في غرب أفريقيا وشمالها وجنوبها. وإن تفكيك الاستشراق سيُنهي تلك الصورة التمثيلية في الذهن الغربي، وسيكشف الطابع الوَهْمي لتلك الأحكام المُسبقة التي ملأ بها مخيَّلته، ويُدرك أن الطابع الإنساني العالم للبشرية يفرض عليه معاملة البشرية بمثل معاملته لذاته، وإن الموقف العلمي الموضوعي يفرض عليه المساهمة الجدية في نقل الشرق من حالته الساكنة إلى حالة جديدة مُتحرِّكة ومُتقدِّمة، من دون قيود أيديولوجية وأفكار مسبقة وخُطط استثمارية لمصالح ذاتية، يقتضي تحقيقها إفناء الشعوب الفقيرة. يدّعي المستشرقون - في إطار الجدل المنهجي - أن المسلمين لا يصلحون كدارسين لتراثهم، بسبب سيطرة عقدة التقديس على أذهانهم، وهذا ما يُفقدهم الرؤية الموضوعية. ويُستثنى من ذلك مجموعة من المثقّفين انخرطوا وراء المستشرقين، وهم أولئك الذين يصفهم المستشرقون بأنهم أصحاب ثقافة علمية ورؤية موضوعية، ويعدُّهم المناهضون (الإسلاميون) أتباعاً وعملاء للاستشراق وموقفه العدواني من الإسلام وحضارته. إقرأ المزيد