تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: الدار العربية للكتاب
نبذة الناشر:... شغف ابن باجة بالتناسق المنطقي في رسم الخطوط والسطوح والقطوع ووعي بوظيفتها الحيوية في تقويم الفكر الإنساني المقبل على البرهان، رياضة على البرهان ورياضة لتحصيل ملكة البرهان، فإقبال ابن باجة على الهندسة والإستنباط الهندسي منحه طاقة نادرة على التخلص من سائر أنماط الإستدلال والحجاج في غير العلوم الفلسفية.
ولذلك سجل ...خبرته وقدمها لتلميذه الأثير لديه أبي الحسن بن الإمام، وأمده بطريق النظر البرهاني نظر من صميم التاريخ العلمي والفلسفي لليونان.
بعد عشرين سنة من تاريخ الإبتكار الهندسي لابن السيد، أي في سنة 500 هـ بالتحديد رصد ابن باجة في إحدى الليالي الصافية كسوف المشتري "وقد شاهدنا أن المريخ كشف المشتري": فلما ماسه أو قارب ذلك رؤى لهما شكل مستطيل منحني الأطراف"، وكان ما شاهده منظراً لا ينسى وواقعة لا تقل أهمية عن حادثة الكشف الهندسي لابن سيد.
غير أن أهمية الممارسة الفلكية في فكر ابن باجة يفوق أهمية الممارسة الرياضية، فعبر الفلك والرصد الفلكي لن يعود الإنفتاح على علوم اليونان مسألة فيها نظر، بل سيترسخ هذا الإتجاه لدى ابن باجة.
فالتأليف في الفلك لا ينحصر في قلة من العلماء أو الفلاسفة القدماء.
فرغم شهرة بطليموس وكتابه "المجسطي" بين الفلكيين في الأندلس إلا أنهم وجدوا في التراث الفلكي القديم تنوعاً لم يجدوه في الهندسة.
فمعظم فلاسفة اليونان كانت لهم مساهمة ما في علم الفلك: كعلماء مارسوا الرصد والحسابات الفلكية أو كفلاسفة نسقوا بين المعلومات الفلكية وأسسوا كسملوجية تنسجم مع مذهبهم... إقرأ المزيد