الصراع بين القيم الاجتماعية والقيم التنظيمية في الإدارة التربوية
تاريخ النشر: 26/11/2009
الناشر: دار الحامد للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:تعد دراسة القيم من الدراسات ذات الأهمية الكبيرة، بسب أنها تشكل نسيجاً وجدانياً سلوكياً يشكل أهم محور من محاور تربية الإنسان، فهي تشكل الموجه والضابط لسلوكه، والمرجعية لتصرفاته، وتحدد المقبول وغير المقبول من السلوكيات، كما أنها تعطي للأشياء وزنها وقيمتها، وتوفر للأفراد الحافز لإشباع حاجاتهم وتحقيق ذاتهم. ...
تعد فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين بداية الاهتمام بدراسة القيم حيث الالتزام بالمنهج العلمي، سواءً أفيما يتعلق بتحديد المفهوم إجرائياً، أم إمكانية قياسه من خلال أدوات وأساليب تتوفر فيها شروط القياس الجيد، وتركز هذا الاهتمام على عدد من المجالات أهمها: دراسة القيم من حيث علاقتها ببعض المتغيرات الشخصية (كالجنس، والديانة، والتخصص) وكذلك علاقتها بالقدرات المعرفية، وارتقاء القيم، وتغيرها عبر مراحل العمر بوصفه مسؤولاً عن إحداث التغيرات في قيم الأفراد والجماعات والمنظمات (خليفة، 1992).
لقد نالت القيم بشكل عام وقيم المنظمة بشكل خاص اهتمام العديد من المتخصصين في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية على حد سواء: كعلم الاجتماع، وعلم النفس، والتربية، والدين، والفلسفة، والاقتصاد، وذلك لان لمجموعة القيم التنظيمية التي يعتنقها الأفراد في المنظمات تأثيرا قويا ومباشرا في سلوكهم وأدائهم لأعمالهم وعلاقاتهم برؤسائهم ومرؤ وسيهم وزملائهم والمتعاملين معهم، وتعكس هذه القيم درجة التماسك والتكامل بين أعضاء المنظمة، وتعمل كنظام رقابة داخلي يدق الأجراس عندما يخرج السلوك عن الحدود التي رسمت له، ومن ثم فان مثل هذه القيم تعبر عن قدرة المنظمة على إيجاد قيم أساسية يمكن أن تتحرك حولها كل الجهود على جميع المستويات في المنظمة. ويزداد تأثير القيم التنظيمية بالنسبة للمديرين الذين يتواجدون في قمة الهرم التنظيمي، لما لهذه القيم من تأثير في توضيح الخطوط العريضة التي يتوجب عليهم السير على هديها عند ممارسة العمل الإداري واتخاذ القرارات الخاصة بمعالجة المشكلات والمواقف المختلفة وتحديد الأهداف التنظيمية واختيار الوسائل المناسبة لاتخاذ القرار(عبدالله، 2000).
فالقيم تكمن خلف السلوك وتوجهه لتعطيه المعنى، وبالتالي تمثل نوعاً من الضغوط الاجتماعية المؤثرة في سلوك الفرد تأثيراً مباشراً. وهي محدد مهم، وموجه لاتجاهات الأفراد وسلوكهم في العديد من المواقف الحياتية. ويمكن القول أن أهمية دراسة نظام القيم للمديرين تنبع من خلال تأثيرها في طريقة أدائهم، وعلى رؤية القائد للعاملين معه وبالتالي تؤثر في العلاقات الشخصية على أن تكون القيم مشتركة ومتفاهما عليها بين المدير ومن يديرهم، وتؤثر على إدراك المدير للمشكلات التي يواجهها وفهمها وطرق حلها، وترسم الحدود بين السلوك الأخلاقي، وأخيراً تؤثر في إدراك الأفراد لبنية النظام ولإنجازاته وللصراعات التي يعيشها (1،England, 1975).
تعمل القيم كقوى اجتماعية في تشكيل خيارات الأفراد، وتوجيه الفعل الاجتماعي نحو الأهداف، كما أن القيم تشكل معايير الحكم على الفعل وتدعم الأنظمة الاجتماعية، وتتدرج عند الأفراد وفق أهميتها، لذلك تتغير تبعاً للظروف والاهتمامات، والعلاقة بينهما حرب دائمة تحاول إحداها التغلب على الأخرى، لا تتخذ مرتبة ثابتة بل ترتفع وتنخفض وتتناوب المراتب حسب ظروف الأفراد والمجتمـع والأهــداف، وعلى الإنسان والمجتمع الموازنـة والتمييز بين مراتبها (بيومي، 1992). إقرأ المزيد