تاريخ الايوبيين والمماليك
(0)    
المرتبة: 166,218
تاريخ النشر: 25/06/2010
الناشر: دار الفكر للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:ينتسب الأبوييين إلى الأمير أبي الشكر أيوب بن شاذي بن مروان الملقب بالملك الأفضل نجم الدين أيوب، والد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وإليه ينتسب الأيوبيون في البلاد الإسلامية، وتنتسب الأسرة الأيوبية إلى قبيلة الأكراد الهنديانية، إحدى القبائل الكردية الكبرى من بلدة دوين.
وكانت هذه البلد تعد في القرنين ...الخامس والسادس الهجريين من ديار الإسلام، وفي ذلك تأكيد على أن أسرة بني أيوب لم تعرف الرق، وقد تقلبت الأحوال بنجم الدين أيوب، وترقى في الوظائف الحربية والإدارية لثلاث دول إسلامية في العراق وبلاد الشام، السلاجقة في العراق، والزنكيين فالدولة النورية في بلاد الشام، إلى أن استدعاه ولده صلاح الدين إلى مصر.
وقد نشأ نجم الدين وأخوه شيركوه (وتعني أسد الجمل) ببلده دوين، ولما التحق أبوهما شاذي بخدمة السلاجقة في العراق إستدعاه الأمير مجاهد الدين بهروز شحنة بغداد، وكانت تربط شاذي ببهروز مودة قديمة منذ الصغر، فأقام شاذي وولديه في خدمة بهروز، ثم أوكل بهروز لشاذي ولاية ونيابة قلعة تكريت شمال بغداد وكانت إقطاعه من قبل السلاجقة، وقد خلعه فيها بعد وفاتة ابنه نجم الدين.
أما عن علاقة نجم الدين أيوب بعماد الدين زنكي فقد لجأ إليه الأخير بعد خسارته في المعركة أمام حبش فراجا أمير فارس وخوزستان، واعتصم بقلعة تكريت فأمّنه نجم الدين، ونصب لحبيشه المعابر على نهر دجلة وأحسن إليه ولجنده مما جعل بهروز بطلب من الأيوبيين الرحيل، فرحلوا إلى الموصل فرحبا بهم عماد الدين الزيك وأقطعهم في بلاده وصار نجم الدين ضمن أجناده وذلك في عام 532هــ السنة التي ولد فيها صلاح الدين الذي نشأ في حجر أبيه في خدمة الدولة النووية وترقى فيها ولمع نجمه فيها، هذا بالنسبة للأيوبيين وبداية نشأة دولتهم، أما بالنسبة للمماليك وأصلهم فإن المماليك هو جمع مملوك، وهو اسم المفعول مشتق من فعل ملك، وتعني في اللغة العبد.
أما المعنى الإصطلاحي فقد اقتصر في معظم البلاد الإسلامية على الرقيق البيض، تمييزاً لهم عن نظرائهم من الزنوج والذين لأزمتهم لفظة العبيد، وتعود فترة إستخدام الرقيق البيض (المماليك) في العالم الإسلامي منذ القرن الأول للهجرة / السابع للميلاد، وفي الفتوحات الإسلامية لبلاد ما وراء النهر ودخولهم كأسرى في تلك الحروب، وبعد ذلك إستخدام أعداد منهم محلياً في تلك الأمصار من قبل الولاة، إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى مراكز قيادية في عهد الخلافة الأموية، وقد تنوعت أشكال إستخدام وشراء المماليك، كما تنوعت أسباب وقوع هؤلاء بالرق، نفي عصر الدولة المملوكية الأولى (المماليك البحرية) اعتمد على شراء الترك من سهوب القفجاق، فكانوا الغالبية من عنصر المماليك في الحكم، منهم الظاهر بيبرس وقلادون وأبناؤه، ومن ثم دخلت عناصر أخرى إلى الدولة المملوكية.
وأما عن ظهورهم في الدولة الإسلامية ودورهم في العصر الأيوبي، فقد شاع دخول الأتراك (الرقيق البيض) إلى المؤسسة العسكرية والإدارية في العصر العباسي منذ عهد الخليفة أبو جعفر المنصور (136- 159) الذي جعل في خطط بغداد خطة للأتراك، وهناك إشارات إلى أن الخليفة أبو جعفر كان يشرف على تدريب الغلمان والمماليك في إستخدام السيف والنبل والتدريب على القتال، ثم تكاثروا في المؤسسة العسكرية تدريجياً في عهدي المهدي والرشيد، إذ كان معظم الحرس الخلافي للرشيد (170- 192) من العصر التركي، وفي عهد المأمون (198- 218هـ/ 833م) أكثر المأمون منهم وأشرف أخوه المعتصم على شرائهم وقيادتهم، وحققوا للمأمون إنتصارات عديدة، خاصة في القضاء على تمرد بابك الخرمي.
أما في عهد المعتصم (218- 277هـ/ 841- 833م)، فقد اعتمد عليهم كلياً، وسرعان ما تولوا مناصب هامة في عهد الخليفة الواثق الذي أعطاهم صلاحيات واسعة في الدولة، وبوفاة الواثق عمد الأتراك التي تتصيب المتوكل (227- 247هــ/ 481م)، ومنذ ذلك الحين حتى مجيء البويهين إلى بغداد سيطر الأتراك على الحكم في الخلافة العباسية وحتى في العصر البويهي والسلجوقي استمد شراء الرقيق الأتراك، لكن بنسب متفاوتة، وكانوا أقل خطوة مما سبق.
ومهما يكن من أمر فقد استطاع المماليك تولي السلطة حتى في عهد الخلافة العباسية، لتكون لهم فيما بعد دولتهم.
في هذا الإطار يحاول المؤلف تسليط الضوء على تلك الفترة التاريخية لكل من الدولتين الأيوبية والمملوكية، حيث عرض في القسم الأول من هذه الدراسة نشأة الدولة الأيوبية حيث كان عرض للأوضاع العامة للخلافتين العباسية والفاطمية قبيل ظهور الدولة الأيوبية (الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية) ثم الحديث عن الأيوبيين حتى سلطنه صلاح الدين ثم معاركه ضد الصليبين ومآل الدولة الأيوبية بعده.
أما القسم الثاني فقد تناول على التوالي: الدولة المملوكية الأولى، نشأتها، الظاهر بيبرس والمنصور فلاوون والأشرف خليل، ثم الدولة المملوكية في عهد المملوكية في عهد الناصر محمد بن قلاوون وأبنائه وأحفاده، أما القسم الثالث فقد كان محوره دولة الجراكسة، وفيه تم الحديث عن سلاطينهم: برقوف وفرج والمؤيد شيخ، وططروبرسباي وجقمق وقاتيباي ثم قانصوه الغوري ونهاية حكم المماليك. إقرأ المزيد