مذكرات الماريشال جوكون عن الحرب السوفياتية الهتلرية
تاريخ النشر: 01/01/1900
الناشر: الشركة اللبنانية للكتاب
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"إن الإنقضاض على برلين كان نهاية النازية وإستسلام ألمانيا الفاشية دون قيد أو شرط عسكرياً وسياسياً وإقتصادياً، سقط معقل النازية وتضعضع مركز ألمانيا السياسي في الحياة الأوروبية.
لقد نفذ الإتحاد السوفياتي هدفه بتصفية الجهاز الفاشستي في ألمانيا سياسياً وإجتماعياً وتنادى إلى محاكمة مجرمي الحرب النازيين المتوحشين؛ لقد تبلورت خطة القيادة ...العليا الستراتيجية للعمليات العسكرية النهائية في الحرب عام 1944 بعدما بلغت القوات السوفياتية مشارق بروسيا الشرقية ونهري فيستولا وناريف على جبهة عريضة في هجومين مركزين بإتجاه وارسو وبرلين ورادوم بقصد التمركز على خط يمتد من بيد غوج شرقاً حتى يوزنان جنوباً لكونه خطأ إستراتيجياً للعمليات الهجومية على العاصمة وإحتلالها.
كانت القيادة العليا تعرب عن قلقها لإستمرار التوغل في قلب ألمانيا تخوفاً من وقوع مفاجآت ليست بالحسبان، إلا أن القوات الألمانية كانت قد إنهارت معنوياً وعسكرياً ولم تستطع أن تبدي مقاومة من شأنها أن توقف الزحف السوفياتي بإتجاه العاصمة بسبب فقدان الإحتياط اللازم لذلك، كانت القوات الألمانية تتراجع عن خطوط دفاعها بإستمرار مما شجعنا على مواصلة الزحف وإحتلال منطقة مازاريتز ويومارانيا بفضل جيش الصدام الخامس وحرس الدبابات الأول والثاني بصورة مباشرة بعد محاصرة حامية يوزنان وعددها ستون ألفاً.
استمرت أعمال تصفية هذه الحامية حتى 23 شباط 1945، إن مخاوف ستالين كانت على حق، فقد استغل العدو شساعة المسافة بين جبهتينا من الجنوب إلى الشرق وشن على قواتنا هجوماً عنيفاً في أراضيه ولأول مرة في شمالي يومارانيا بإتجاه نهر الأودر وشمالاً بإتجاه نهر الأودر وشمالاً بإتجاه ارنزولد وكبدنا خسائر فادحة.
إلا أن نجدة الإحتياط من القيادة العليا قد أرسلت إلينا في حينها مما ساعدنا على إعادة مواصلة الزحف والمرابطة على الخط الممتد من شرقي يومارانيا وبحر البلطيف بين دانزع وستاتسن.
وفي أوائل آذار تمكنت قواتنا من مسح شاطئ البلطيق والسيطرة على الضفة الشرقية لنهر الأدور، وفي أوائل نيسان كانت قواتنا قد توغلت مسافة 300 ميل في قطاع نهري فستيولا والأودر وباتت على 50 ميلاً من برلين، إلا أن سرعة العمليات الألمانية في قلب أراضيها مكنتهم من شن هجوم صاعق على قواتنا جنوبي ستتغارت وأرغمتنا على التراجع ثمانية أميال بعد أن استعان العدو بما توفر لديه من الإحتياط يومذاك...".
ويمضي الماريشال جوكون في سرد مذكراته عن معركة برلين والمقاومة التي واجهتهم لإحتراق برلين المحصنة وفي هذا يقول "لم يشهد التاريخ البشري مدينة محصنة الدفاع والمقاومة مثل هذه المدينة...".
إلا أنهم استطاعوا وفي نهاية المطاف إختراق برلين وإحتلالها، وجعلوا ذلك متواقتاً مع الأول من أيار، حينها فرّ معاونو هتلر أمثال يورمان وغورينغ وهملر وكابتل وجودل أما هتلر وغويلز، فقد انتحرا يأساً وخوفاً.
هكذا ينهي الماريشال جوكون مذكراته عن الحرب السوفياتية الهتلدية والتي انتهت بإستسلام الزعماء النازيين ورضوخهم لإرادة الحلفاء وتوقيعهم وثيقه الإستسلام بدون قيد أو شرط، وتعدّ هذه المذكرات مرجعاً موثقاً نظراً لأن الماريشال جوكون قد استعرض هذه الحرب بتفاصيلها منذ تسلمه قيادة الجيش السوفيتي عشية المعركة مستعرضاً تطورات هذه الحرب والكرّ والفرّ الذي أساد أجواء هذه المواجهات والمعارك بالتفصيل. إقرأ المزيد