الأمام ابو حنيفة ومنهجهه في الفقه الأكبر
(0)    
المرتبة: 78,391
تاريخ النشر: 13/12/2008
الناشر: مركز البحوث والدراسات الإسلامية
نبذة نيل وفرات:يعرض الباحث الدكتور "خميس سبع الدليمي" في كتابه "الإمام أبو حنيفة ومنهجه في الفقه الأكبر"، لأهمية الفقه في الدين كونه تستكمل به شخصية الإنسان وتكون عاملاً إلى السنَّة الإسلامية المعبرة عن منهج الخالق لمن خلق، روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في ...الدين"، هذا يعني أن الفقه هو مواصلة الدعوة الإسلامية لبناء مجتمع إسلامي مثالي، على أسس صحيحة، لذلك وقع اختيار الكاتب على منهج الإمام أبي حنيفة في الفقه الأكبر لإغناء البحث العلمي أولاً، ولزرع لبنة جديدة في صرح العلم الإسلامي ثانياً.
ولد الإمام حنيفة في الكوفة في سنة ثمانين للهجرة، وعاش في عهد الدولة الأموية والعباسية وكانت وقتئذٍ منارة للعلم والأدب والشعر، وكان لهذه البيئة الثقافية تأثير في إعداده وتكوينه، وجاء في كتاب المناقب للكردري في وصفه "هكذا ملك ناصية العلم، وبلغ فيه نبوغاً لم يبلغه أحد من الفقهاء حتى اتفق أهل الكوفة والبصرة على أنه لم يكن أحد أفقه منه".
أما أهم ما ورد في الكتاب، فهو ما جاء به هذا العالم الجليل وهو منهجه في الفقه الأكبر فقد عرّف الفقه بقوله: "الفقه معرفة النفس ما لها وما عليها، وهو يقصد بالفقه ما يشمل الفقه المتعارف وهو علم الأحكام الشرعية الفرعية والفقه الأكبر هو العلم بالأحكام الشرعية الأصلية أي الاعتقادية". أما رأيه في "علم الكلام" فجاء في كتابه العقائدي "العالم والمتعلم" أوجز بعضها: 1- الدفاع عن الدين، 2- الدفاع عن النفس، 3- صون القلب من الشبهات، 4- التحلي بالعلم، 5- الخروج من الشبهة إذا أنزلت، 6- معرفة أخطاء الغير، 7- معرفة من يحبه المرء، ومن يبغضه في الله".
أيضاً يضيء الكاتب على مسألة "الصفات الذاتية" بكل فرقة من فرق المسلمين ويعني بها صفات المعاني وليس الصفات الكمالية الثبوتية الواجبة لذات الله، وهي القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام. ومن أهم الفرق التي بحثت في هذا "المعتزلة" الذين اعتمدوا على العقل وابتعدوا عن النصوص الشرعية فبرأيهم أن صفات المعاني كالعلم والإرادة والقدرة وغيرها، أنكروا أن تكون هذه الصفات أزلية زائدة على الذات فقالوا: "إن الله عليم بالذات لا بعلم زائد على ذاته"، أيضاً يعرض لرأي أهل السنَّة وهو: "الباري تعالى عالم بعلم قادر بقدرة حي بحياة مريد بإرادة متكلم بكلام سميع بسمع بصير ببصر وهذه الصفات أزلية قائمة بذاته تعالى، لا يقال هي هو ولا هي غيره ولا هو ولا غيره وهذا خلافاً لقول المعتزلة".
أمور عديدة تطرق إليها هذا الكتاب الهام فيها مسألة خلق القرآن، ومسألة الإيمان، ومسألة الشفاعة، ومسألة الرؤية، ومسألة الأنبياء، ومسألة المعراج والساعة إلى ما هنالك من أمور تهم الإنسان المسلم.
دراسة هامة، تنير عقولنا وأذهاننا بمنهج الفقه الإسلامي، ولمسائل اعتقادية، واجب كل إنسان مسلم أن يطلع عليها، ليعيد بناء ذاته بشكل قويم. إقرأ المزيد