أدب الرؤى ؛ من سفر دانيال إلى الإسراء والمعراج
تاريخ النشر: 16/09/2009
الناشر: دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، دار المرساة
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن كلمة أبو كالبيسس (Apokaly psis) اليونانية تعني رؤيا (وجمعها رؤى) أو كشف، وأول ما استعملت وصفاً لرؤى النبي دانيال أو أحلامه؛ أي كشف معلومات سرية عن أحداث المستقبل.
وتظهر هذه الأسرار بطريقة فوق بشرية ويكون عن طريق الحواس أو طريق العقل، ويبقى المرجع هو الدماغ وما فيه من مراكز ...مخصصة للحواس والفكر والذاكرة إلخ... وعادة ما تكون الرؤى عن طريق الأحلام أثناء النوم، ولكن يمكن أن تكون "أحلام اليقظة".
هذا ورغم عدم وجود نظرية وافية لتفسير الأحلام؛ إلا أن العوامل الفيزيولوجية والنفسية وإثارة مراكز معينة من الدماغ تشكل مصدراً رئيسياً لها، وأحلام النوم تشبه الرؤى والهلوسة أثناء اليقظة والمصدر دماغي ونفسي ويمكن أن يكون حالة مرضية أو عضوية!...
ويرى البعض أن الحلم حالة من الوعي أثناء النوم، غير أنه يمكن لحالة الحلم أن تحدث من دون نوم، كما أن الحواس تبقى لحدٍّ أدنى، نستيقظ على جرس الهاتف مع أن رنينه واقع مادي وليس جزءاً من الحلم، كما أننا نحسّ الأشياء الأخرى، لكن يمكن أن يساء إدراكها أثناء النوم فيمكن أن يكون نور شمعة ونراه حريقاً، كذلك بساء تفسير بعض المشاعر فتترجم إلى أشياء جنسية أو كوابيس... إلخ...
والهلوسة تشبه الحلم من دون نوم، وتبدو أنها حقائق بالنسبة للمريض عقلياً... وأحلام اليقظة في الأصحاء تختلف عن الهلوسات لدى المرضى عقلياً، لأنها بالنسبة للمريض يراها حقائق بينما بالنسبة للأصحاء لا يخلط بين التصورات والواقع.
وأحلام اليقظة عادة ما تخص الماضي أو المستقبل وليس الحاضر، وتختلط مع الذكريات الحلوة أو التمني، وأما بالنسبة لأهل العلم والفكر خاصة، فيرتبط حلم اليقظة بمواضيع للنقاش والحوار؛ والهام بالنسبة للعامة أنهم كثيراً ما يفسرون أحلام النوم كصلة بعالم الغيب أو الوحي وأحلام اليقظة أو الفنتازيا كنوع من الوحي؛ مع أنها تصورات حية لشيء خيالي وهذا ما يحدث في "الإنخطاف الروحي" عند المتصوفة أو الكشف فيحسون بما لا يحسّ به الآخرون... ربما.
هذا وإن للأحلام وتفسيرها أهمية في الماضي كما في الحاضر، بما تثيره من تساؤلات تؤدي إلى البحث والإستدلال والتأويل في كل العصور، وذلك بسبب ما يحيط بها من أسرار وألغاز ومعرفة بالمستقبل... وهكذا لعبت الأحلام دوراً هاماً في الأدب والدين لدى كل الشعوب.
في هذا السياق يأتي هذا الكتاب "أدب الرؤى" والذي يضم مجموعة مؤلفات قديمة عائدة لفترة ما بين عام 210 ق. م. و 200م معظمها يهودية، مثل سفر دانيال، وبعضها مختلط أو مسيحي مثل رؤيا يوحنا اللاهوتي أو إسلامي مثل إسراء محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذه لمحة عما تضمنه هذا الكتاب والذي جاء على الشكل التالي: مقدمة، وتبع ذلك دراسة حول التدين ومتعلقاته، ليتم الإنتقال بعدها للبحث في تاريخ أدب الرؤى وما يدخل في هذا الإطار من وقائع للرؤى مثل إسراء محمد صلى الله عليه وسلم، وما جاء في سفر أخنوخ الحبشي، وصعود اشعيا، ورؤيا بطرس، راعى هرماس والوصايا الاثنى عشر، وليتم تخصيص الخاتمة بمبحث عام حول أدب الرؤى ثم نظرة علمية تحليلية "فيما يخص الأحلام والرؤى حسب التحليل النفسي". إقرأ المزيد