تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار نلسن
نبذة نيل وفرات:أربعين يوماً جالسون عند بابه وسط ريح الخريف وأمطاره...وسط الحيرة ولياليها...لم يخرج إلينا منذ أن بدأت أعيننا بالتساؤل ولم تلمح له خيالاً خلف هذا الباب الخشبي العتيق كحكمته...ما شاء الله أن يكون سيدنا خائفاً منا. ولكن الأمر غريب ومقلق. البعض قال أنه ليس في بيته، وربما رحل في حج ...أو سفر، والبعض قال لعله مريض بعلة أتعبته. لكن خروج خادمه كل يوم إلى السوق وعودته بالحاجيات اليومية التي بات الجميع يعرفها، أكد، رغم الشكوك، أن سيدنا في بيته ومعافى. فالمرض لم يكن مقروناً به وكان هذا من كراماته. أما سؤال الخادم وقت خروجه فلا أحد يجرؤ على ذلك. فالعرف والقانون أن لا نكلم الخادم أو نسأله إن إبتدأ هو الكلام أو إلتفت إلينا. البرد نشر السعال والحمى بين الناس. بدأ بالأطفال والنساء وقضى على بعض العجائز، رحت أحث المرضى على العودة إلى منازلهم لحين الشفاء. لكن العيون المسمرة على باب بيت سيدنا وسوره الأبيض العالي كانت ترفض مستهجنة. وكنت أجد لها العذر. فأنا والله لو قامت الدنيا وزلزلت الأراضي السبع ووقفت السماء على رأسي ما تزحزت من مكاني وفي رغبتي الملحة لمعرفة الجواب الذي سيقتل هذه الحيرة الفتاكة. وفي اليوم المائة كان معظمنا قد مات ودفن في مكانه الذي جلس ينتظر فيه. بقي منا عشرة فحفرنا قبورنا وقعدنا فيها مخافة أن نموت ولا نجد من يوارينا الثرى. ربما اليوم هو العاشر بعد المائة وأن وحدي تتمزق رئتاي كلما حاولت التنفس، فيما الحمى قد أخذني هذيانها فإستسلمت له عسى أرى سيدنا ويخبرني، عسى أن يضع يده البيضاء على رأسي الرمادي ويبتسم بصفاء لروحي. كان للموت طعم السكون وهاهي روحي ترتفع وجسدي الباهت في الحفرة مغطى بالماء والوحول. كنت أطير وأصعد وفي قلبي شوق وترقب وخوف مما ينتظرني. إرتفعت عشرات الأمتار لأجد أرواح من سبقوني معلقين في الهواء وينظرون إلى تحت ناحية بيت سيدنا. باقة من حكايا تسير في إيقاعها على وقع الحياة. صور ومشاهد لطيفة وإسترسالات تشد القارئ ويتماهى معها نصاً ورمزاً فتعكس واقعه حيناً وتترجم أفكاره أحياناً أخرى. وإنما هي بالنهاية تحكي نبضه ونبض مجتمعه من حوله. إقرأ المزيد