ياسمينة جان دارك أو منقد الحنين من عكا إلى جزين
(0)    
المرتبة: 79,338
تاريخ النشر: 01/09/2009
الناشر: دار نلسن
نبذة نيل وفرات:الياسمينة "كانت بيضاء تشع ليلاً على شارع جان دارك، الوافد من ناحية الجامعة الأميركية، والذاهب إلى حيّ الحمراء في رأس بيروت، فكأنها ثريا عُلقت بين أرض وسماء"، تركها الكاتب وعاد بعد زمن ليجدها "حيث كانت من دهر على قوس باب الحديقة"، لقد ثبتت في مكانها وكانت مصدراً أعاد الإصغاء ..."إلى تدفق النافورة في بركة علقت في الذاكرة"، فيستعيد الكاتب والأستاذ الجامعي الفلسطيني بحنين وحسرة، زمناً أزهرت فيه الأحلام بانبثاق مجتمعات عربية متماسكة وفكر قومي عربي ينادي بالأخلاقيات السياسية منها والاجتماعية، وأسماء رجال وقادة ناضلوا من أجل هذه الأفكار في حياتهم الخاصة والعامة، لم نعد نشهد مثلهم في حالنا اليوم. أما المنقل فهو منقل "الخالة مريم" التي عادت إلى عكّا في ليلة من ليالي القصف عليها من شهر نيسان من العام 1948 عام النكبة، لتنقله من بيت الأهل إلى مركز أقامتها الجديد في جزين من جنوب لبنان. يمثّل المنقل، كما الياسمينة هذا الشاهد المتبقي لإثارة الحنين القابع في ثنايا الذات، إلى الماضي الدافئ الذي شكّلها، وإلى أيام خلت كانت الحياة فيها لها طعم ومعنى، مليئة بالأحلام وبصور مستقبل مزهر.
يجد القارئ في هذا الكتاب العديد من التعليقات ومن المشاهد والقصص والمقالات التي تبحث في مواضيع متفرقة، بطريقة حنونة تتضمن سخرية مرة أحيانً: "نقدتً سائق الباص قطعة معدنية بالقيمة. ناولني تذكرة وقال احتفظ بها في حال طلبها المفتش منك. تأكدتُ عند ذاك أننا نتمدّن على النمط الأوروبي فسرى فيّ تيار تفاؤل صعقني لثوان ثم انقطع"، وغضباً صارخاً: "ليذهب كل هؤلاء إلى الجحيم وليكن بئس المصير منزلتهم، آمين"، أو انتقاداً حادً أحياناً أخرى: "لم نسمع بعد أن زعيماً أدرك في نفاذ بصيرة أن الحكومات العربية القزمة هي التي خلقت إسرائيل"، والتي يتطرق فيها للحديث عن عدد كبير من الكتاّب والمفكرين والشعراء، أمثال فرويد وماركس وكارل كراوس الذي "كان آخر ناقد أوروبي في الربع الأول من القرن العشرين يُمسك بحدّي العقلانية والخُلقية"، وميشال عفلق وانطون سعادة وغيرهم، والتي تأخذ القارئ إلى عوالم وبلدان مختلفة، حصلت فيها للكاتب حادثة تعنيه، أو قصة أثرّت فيه، أو مشهداً فاض بمشاعر الوفاء والحبّ والرومانسية، أو بمثل إنسانية يفتقدها.
كتاب يعبّر عن المشاعر الإنسانية المتنوعة الحالات، المختلفة الإحساسات، المتقلبة الأمزجة من الحنان والهدوء إلى الصخب والغضب، من الرومانسية والحنين إلى التحليل الحازم والتعليق النافذ. إقرأ المزيد