تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار غار حراء
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:علوم القرآن الكريم هي المعارف والعلوم المتعلقة بالقرآن الكريم من حيث هو كتاب هداية وعلم وإعجاز، فيدور البحث فيه عن نزوله، وترتيبه، وكتابته، وجمعه، وقراءته، وناسخه ومنسوخه، وتفسيره لبيان مراد الله منه.
وفائدة معرفة علوم القرآن الكريم هي الإطلاع على ما يحويه القرآن الكريم من علوم ومعارف، وخاصة في مجال ...التفسير، حيث يعتبر هذا العلم أساس علوم القرآن الكريم، إذ يضع القواعد الواجبة لكل من يتصدى لعلم تفسير القرآن الكريم؛ كما هو الأمر بخصوص علوم الحديث بالنسبة لمن أراد أن يدرس علوم الحديث.
وقد ذكر الإمام السيوطي في مقدمة كتابه (الإتقان في علوم القرآن) فقال: "ولقد كنت في زمن الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتاباً في أنواع علوم القرآن الكريم كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث".
هذا وقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كل ما يتعلق بالقرآن الكريم من علوم ومعارف، ولكنهم لم يسجلوا ذلك في كتب ألفوها، كما حدث بعد ذلك؛ وبعد مسيرة الفتح الإسلامي في زمن أبي بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم، وإتساعها، ودخول كثير من الأعاجم في الإسلام، كان لا بد من وضع مصحفٍ إمام، يجتمع عليه المسلمون في كل الدنيا، فأمر عثمان الخليفة الثالث رضي الله عنه، أن يُنْسَخْ القرآن الكريم الذي جُمع في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان عند حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه زوجة النبي صلى الله عليه وسلم: وقام الصحابي زيد بن ثابت رضي الله عنه بالمهتمين: الجمع والنسخ، ووزعت النسخ على الأقطار الإسلامية: المدينة، والكوفة، والبصرة، ودمشق.
ولا يزال هذا المصحف الذي يعرف بالمصحف العثماني هو المعتمد في كتابة رسم كلمات القرآن الكريم، لم ينير ولم يبدل بالقواعد الإملائية الحديثة.
وهذا، وبعد إنقضاء عهد الخلافة الراشدة، كان عهد بني أمية، وفيه قام علماء الصحابة والتابعين بنشر علوم القرآن الكريم بالرواية والتلقين تمهيداً لمن جاء بعدهم، فقاموا بتدوين هذه العلوم، وكان من أشهر علماء الصحابة الذين بحثوا في علوم القرآن الكريم، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن عباس، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم ومن التابعين: مجاهد، وعطاء، وعكرمة، وقتادة، والحسن البصري، وسعيد بن جبير رضي الله عنهم، وهؤلاء الرجال هم الذين وضعوا أساس علم التفسير، حيث أقوالهم موجودة في كل التفاسير، ثم كان عصر التدوين، فألف العلماء الكتب في علوم القرآن الكريم، ولكنهم اتجهوا بداية إلى علم التفسير.
وظل العلماء يؤلفون ويكتبون في تفسير القرآن الكريم حتى يومنا هذا، منهم من فسر بالمنقول، ومنهم من اتجه نحو المعقول، أما علوم القرآن الكريم الأخرى؛ فقد ألف علي بن المديني شيخ البخاري "أسباب النزول"، ثم كتب أبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ، وهم من علماء القرن الثالث للهجرة.
وألف أبو بكر السجستاني في غريب القرآن الكريم، وهو من علماء القرن الرابع الهجري، وكان أول من صنف في إعراب القرآن الكريم: علي بن سعد الحوفي، وهو من علماء القرن الخامس، كما كتب في القراءات علم الدين الشماوي، وفي جاز القرآن الكريم ابن عبد السلام، وهما من علماء القرن السابع.
وقد تطلع العلماء فيما بعد إلى أن يجمعوا تلك العلوم المتفرقة في علم واحد، ودونوه وأطلقوا عليه علوم القرآن الكريم، ليكون فهرساً، ودليلاً عليها.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي سعى المؤلف من خلاله التعريف بعلوم القرآن الكريم، مستعرضاً بعض علومه، على سبيل الإجمال لا التفصيل، منتقياً من تلك العلوم - على كثرتها - ما رأى أنه محقق للمعرفة الأولية الضرورية لطالب العلم من جهة، وللمسلم الذي يحرص على الوصول إلى فهم سديد، وتدبرٍ مفيد لكتاب الله عزّ وجلّ من جهة أخرى، ولدى إستقرائه لما دوّن في أغلب مدونات علوم القرآن الكريم، وجد المؤلف أنها لا تخلو من إتجاهات ثلاثة: إتجاه قديم انصرف المصنفون فيه إلى الإهتمام بأبواب معينة من علوم القرآن الكريم، وبالقوافي شرحها ومتعلقاتها وأدلتها في القرآن الكريم، كما هو الحال بالنسبة لمن صنعوا في إعراب القرآن الكريم أو غريبه أو مبهماته أو... وإتجاه ثان كان عاماً في تداوله لموضوعات علوم القرآن الكريم، ثم إتجاه أخير مثّل التصنيف في القرن الأخير، حيث تم تحديد أبواب مغنية لهذا العلم، تبارى أهل العلم في الكتابة فيه، وشرح جزئياته والتدليل عليها والتمثيل لها.
لكل ذلك عمد في كتابه هذا، وتميماً للنفع والفائدة؛ إلى الجمع بين تلك الإتجاهات دون إسترسال، ممجوج، أو إستطراد يخرج بالمادة عن أصلها، أو جمع لا يمكن إنكار على أصحابهم جهدهم فيه، فكان منه أن يسر تناول مواضيع هذا العلم قدر الإمكان، مع حرصه على تناول أبرز ما يشتمل عليه هذا العلم، مع بيان أهم موضوعاته في إطار من الإختصار غير المخلّ. إقرأ المزيد