تاريخ النشر: 03/02/2009
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"ضحكت بقهقهة مهزومة قائلة: "أنت فعلاً ماكر وتعرق كيف تستدرجني في الحوار: أي وطن نتحدث عنه… نحن لا ننتمي لأي وطن؟ نحن حقائب سفر لوطن هاجر بعيداً عن جذوره.. نحن المسكين التي مزقت وحدة ذلك الوطن… نحن أشباح ترعب أمن الوطن… نحن فيروسات المنفى التي يستخدمها أصحاب القرار، وقتما ...شاؤوا، ليفشوا أمراضاً مزمنة في جسد الوطن… نحن الحطب الذي يحرق تاريخ الوطن… نحن مسامير الأسفين التي تدق في نفس الوطن المحتضر… انظر يا هاني كيف تبدوت أحلامنا التي كنا نتوق إلى تحقيقها في مدينتنا القديمة… كيف أفشلوا أمانينا وألصقوا بنا العار… كيف سينظر لنا أهلنا عندما يعرفون الحقيقة المرة؟… قلت لها: "حالك أفضل من حالي، فأنت صاحبة قضية وناضلت من أجل النساء المظلومات… لكن أنا عائد وفي جعبتي قضية، رشوة ستحرق كل مستقبلي. أنا سأعيش بلا رغبة، بلا هدف، كالسجين الخارج للتو من عقوبة مخلة بالشرف.
هذه القضية ستسيء وإلى سمعتي وسمعة أهلي. أنا لا أعرف كيف سأواجههم وماذا سأقول لهم حالما يعرفون حقيقة الأمر؟ أنت لا تصدقينني أن قلك لك أن هدفي كان نبيلاً ولم أفكر بالمال لكن وجدت نفسي متورطاً… لكل مشروع هدف وضحية، هم أصحاب الهدف ونحن أصحاب القضية، هم يجفون النجاح والمال ونحن نحصد الفشل والعار، هم جادون أن ينحروا أكباشاً قرابين لنجاحهم، نحن أول الوافدين الذين بشروا بهذا المشروع ولهذا لا بد أن نكون على رأس قائمة المتورطين، نحن أفضل من يدفع الثمن، حالما قبّلت الطائرة أرض الميعاد في مطار لوس أنجلس، سقطت أحلام هاني، وتبدوت آماله التي أراد تحقيقها، فقد عاد خائباً، منكسراً، خائفاً من اللقاء بأهله والناس.
كان يتمنى أن لا تفتح باب الطائرة، وأن يبقى في مكان لا يعرفه أحد… تنهد هاني بألم، ظل هاني واقفاً عند باب الطائرة، رتبت نوال على كتفه طالبة منه التوجه نحو أرض الحرية، إذ قالت له بنبرة هافية: "تحرك أيها الإبن البار… تحرك أيها القائد المبجل… تحرك أيها المارق المحنك… تحرك نحو هدفك، فأنت في أحلك الظروف كنت مبادراً؛ أنت الرجل الذي يصلح لكل الأزمنة، لا تخف مما ينتظرك هنا بل اشكر الرب لأنك عدت سالماً، فليس كل من يدخل بلد الأشجان يخرج منها منتصراً".
يسترسل الروائي في تصوير حال العراق وأهله ممن كتب لهم الإغتراب عنه والرحيل إلى أميركا بلد الحضارة والغياب؛ يقع هاني البطل المحوري للرواية فريسة شبكة تعمل على أحداث المزيد من الخراب والدمار في البشر والحجر في العراق، ليكتشف في ا لنهاية ذلك وليترك الكاتب لخيال القارئ مهمة وضع نهاية لقصة هاني… إقرأ المزيد