الماركسية والدين ؛ من لاهوت التحرير المسيحي إلى لاهوت التحرير الإسلامي
تاريخ النشر: 25/05/2009
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:تميزت العلاقات بين الكنيسة والماركسية لفترة طويلة بعداء متبادل وإتخاذ مواقف إستعبادية صارمة ومنذ العقد الأخير من القرن الماضي بادرت الكنيسة بتحذير المسيحيين من الماركسية وصدرت منشورات بابوية مثل الرقيم البابوي 1839 و 1891 والذي أدان الماركسية على أساس أن أتباعها يحثون الفقراء على الحقد ومحاربة الأغنياء والدعوة إلى ...القضاء على الملكية الخاصة وإستبدالها بالملكية العامة واستمر هذا الموقف حتى ثلاثينات هذا القرن وقال البابا بيوس الحادي عشر في رسالة مارس 1937 بإستحالة التقاء الكاثوليكية والماركسية وأضاف البابا بولس السادس بأن الآمال الماركسية رغم شحنتها المسيحية للوعود إلا أنها مجرد أوهام مفبركة للحقيقة.
وفي أميركا اللاتينية كان رجال الدين في غالبيتهم متشددين في مهاجمة الماركسية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ساعد في ذلك موقف الشيوعية العالمية من الدين حيث هاجمت الكنيسة بضراوة ولم تظهر أي استعداد للحوار مع تأكيد الجوانب المادية والإلحادية في الفلسفة الماركسية وفي عمل الأحزاب الشيوعية عند نشأتها وفي تحالفاتها وعلاقاتها. ففي إحدى التعليقات أيد لينين فكرة أن الدين والفلسفة كانا أوهاماً بريئة وأنهما تحولا إلى أدوات للخداع السياسي وأن الطبقات الحاكمة تهتم بإستخدامها.
ورغم أن الماركسية تعني صعوبة الفصل بين الدين والسياسة في كثير في المواقف ولكن ينبغي عدم الدفع إلى الصدارة ما هو بالتأكيد ليس مكانه، ويؤكد لينين أن الماركسي لا بد أن يكون مادياً جدلياً؛ أي أن يتعامل مع الدين لا بطريقة مجردة، وعلى أساس منعزل ونظري بحت، لا يختلف قط عن الوعظ، بل بطريقة عينية، على أساس الصراع الطبقي الحادث فعلاً ويعلم الجماهير أكثر وأفضل ما أمكن.
ضمن هذه المناخات يأتي هذا الكتاب تحت عنوان "الماركسية والدين" وهو يجمع بين دفتيه مجموعة من الدراسات التي تتناول المسألة الدينية من خلال قراءة ماركسية جديدة ومغايرة. وقد كان ثمرة تفكر جماعي ونقاش هادئ إنخرط فيه وبكل حماس الأعضاء في منظمة "إلى الإمام" أبان العقد الأخير للثمانينات من القرن الماضي وأوائل عقد التسعينات. وثم ترتيب موضوعات هذه الدراسات ضمن فصول ثلاثة حملت العناوين الآتية: 1-الماركسية والدين، 2-لاهوت التحرير المسيحي، 3-نقد الإسلام السياسي. إقرأ المزيد