تاريخ النشر: 31/12/2008
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:في هذا الكتاب يتتبع الدكتور محمد عباس مفهوم الأسطورة وموقف فلاسفة اليونان من الأساطير منذ طاليس وحتى أفلاطون، فعرض للإتجاهات المتباينة بين الفلاسفة، وناقشها ووجد أن الأساطير الأفلاطونية على وجه الخصوص، تتمتع ببعض الخصائص، ومن أهمها؛ تميزها بنوع من الحرية الفلسفية، بحيث يمكن القول بأنها "أساطير موظفة" لتخدم أهدافاً ...معينة في فلسفة "أفلاطون" فهي ترتبط لديه دائماً بموقف أو مشكلة يُراد إيجاد حل لها، كما وجد المؤلف أن الحاجة العملية قد تدفع "أفلاطون" إلى استخدام المنهج الأسطوري في بعض الحالات الإستثنائية، فقد لجأ إلى استخدامها على سبيل المثال عند قيامه بالفصل بين طبقات المجتمع في "الجمهورية" على أساس الإختلاف البيولوجي بين المواطنين، وذلك من أجل غاية أسمى وهي تحقيق العدالة كما يراها في المجتمع. أما عن الغاية التي من أجلها استخدم "أفلاطون" منهجه الأسطوري، فإنها تختلف باختلاف الموضوعات والقضايا التي يعالجها، وهي تتأرجح على وجه العموم بين توضيح الأفكار العقلية المجردة أو تقريبها للعقول أو تعميقها في الأذهان؛ وخلص المؤلف إلى نتيجة مفادها بأن "أفلاطون" لم يستطع في حقيقة الأمر التخلص مما ورثه من الأساطير التي كانت سائدة في التراث الشعبي اليوناني القديم، خاصة فيما يتصل بموضوع الألوهية، ويتعلق الأمر بآرائه عن طبيعة النفس الإنسانية ومصيرها بعد الموت. ولعل ذلك يرجع إلى نظرة "أفلاطون" إلى تلك الأساطير، فقد كان ينظر إليها على أنها نوع من التراث الذي لا يجوز تأويله تأويلاً عقلياً، أو حتى مجرد جعله موضوعاً للمناقشة العقلية، وتمسكه بضرورة المحافظة على هذا التراث لأن به نوعاً من الإيمان والسرية.
يتألف الكتاب من مقدمة تبحث في ماهية الأسطورة ووظيفتها ودلالتها، يلي ذلك، الباب الأول ويبحث في موقف فلاسفة اليونان من الأساطير والصراع بين العقل والأسطورة وموقف أفلاطون و (محاورات) أفلاطون والمناهج المختلفة في تصنيفها. والباب الثاني: ويسلّط الضوء على توظيف الأسطورة عند أفلاطون: في المعرفة، في العالم الطبيعي والنفسي، وفي السياسة والأخلاق، والفن والدين. إقرأ المزيد