تاريخ النشر: 25/05/2009
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:تقدّم الباحثة في هذا الكتاب، بحثاً في خمريات العصر الأموي، وهو بحث معادي لها "نفسياً واعتقاداً ومسلك حياة"، إذ "في دخيلتها إيمان متعبّد عميق، ينفر من المحرمات جميعاً، وينبذها قولاً وعملاً، ولا سيما الخمرة التي هي رأس الشرور في الإسلام"، لكنها "تدرك بعمق مدى الإبداع وقوة الصنعة البيانية والبلاغية ...لدى شعراء الخمرة عامة..". نجحت في منهجها الذي يعتمد على توسيع إطار المراجع، وتعدد المصادر وتنويعها، ولقد استرسلت "في التقصي والبحث دون الإبتعاد عن هدف الدراسة الأدبية"، التي تؤكد "أن الخمرة غرض شعري قديم قِدَم الشعر العربي نفسه، عرفه الجاهلي ولازم الشاعر المسلم في مطلع العصر الإسلامي حتى استقلّ بقصيدته في العصر الأموي..".
تقسم الدراسة إلى باب أول، حول الشعر الخمري الجاهلي الذي "كان غرضاً رئيساً في القصيدة الجاهلية"، بممثليه الشاعرين طرفة والأعشى "المفتون بالخمرة حتى العشق". أما الباب الثاني فيبحث في الخمرة والشعر في عهد الإسلام الذي أثّر بتحريمه الخمرة على نتاج الشعر الخمري، بالرغم أن "الشاعر المسلم المخضرم"، بقي متعلقاً بالخمرة، كما يوضح هذا البيت لأبو محجن الثقفي: "إذا مت فادفنّي إلى أصل كرمة، تروي عظامي بعد موتي عروقها"، وهذا البيت للوليد بن أرطأة: "واشرَب، هُديتَ أبا وهبٍ، مجاهرة، واختل فإنّكَ من قوم أولي قالِ".
ويتضمن الباب الثالث دراسة في الشعر الخمري خلال العصر الأموي والذي تأثر بطوابع حضارية "تلقفها من ثقافات الأمم الوافدة إلى الإسلام بفعل الفتوحات الإسلامية"، "فجاءت الخمرة عندهم تلبية لعوامل نفسية وليدة.."، هكذا كانت لدى "الأخطل، فحل الشعراء الخمريين الأمويين"، ولدى الوليد بن يزيد الخليفة الأموي الماجن الذي "عزّز مكانة الخمرة في الشعر الأموي"، والذي جاهر بشربه لها عابثا: "نشربها صِرفاً وممزوجة، بالسُخنِ أحيانا وبالفاتر". كما لدى بعض شعراء العراق "المجّان"، كأبن هرمة القائل : "أسأل الله سكرة بعد موتي، وصراخ الصبيان يا سكران". تتطرق الباحثة في الفصلين الأخيرين: الخمرة والغناء، والإستهتار بالدين وعقدة الذنب، إلى صفتي الغنائية والإجهار بالكفر، اللتين صبغتا الشعر الخمري في غالبيته.
تبرز هذه الدراسة التي يقدمها الكتاب، والتي تستعرض الشعر الخمري "في العصور التي سبقت العصر العباسي، وخاصة العصر الأموي"، "أهمية ما قدّمه الشعراء الأمويون في هذا المجال، وما بلغه هذا الفن الشعري من سطوة عظيمة أثّرت على محور خمريات العصور اللاحقة".نبذة الناشر:الباحثة رجاء أحمد صادق تنكبت جادة "الشعر الخمري في العصر الأموي"، وفي دخيلتها إيمان متعبد عميق، ينفر من المحرمات جميعاً، وينبذها قولاً وعملاً، ولا سيما الخمرة التي هي رأس الشرور في الإسلام.
ورجاء ابنة أسرة دينية تتوارث العلم الديني وتترأس مجالسه أباً عن جد، منذ أكثر من ثلاثة قرون، فالعلامة الشيخ إبراهيم يحيى، الجد الرابع لرجاء صادق، كان المجتهد البارز فقهاً في زمانه، والمبرز الأول شعراً، وجدها لأبيها العلامة والشاعر المبرز، الشيخ عبد الحسين صادق، كان أحد أئمة زمانه في العلوم الدينية، وكذلك عماها: العلامة الشيخ محمد التقي، والمفتي الشاعر الشيخ حسن إلى جانب نسيبهم العلامة الشيخ عبد الكريم ووالدها المتفقه في دينه والمحافظ في مسلكه ونهجه في دنياه، كانوا مركز هداية للكثير من المسلمين والمؤمنين، وقد ترعرعت رجاء، على إيمان عميق متعبد يعاف الحرام، وينكره قولاً وفعلاً، وقد انغرست في أعماقها حساسية مفرطة نابذة لكل محرم، تستنكره وتدعو إلى نبذه، من باب "النهي عن المنكر"، وهو واجب كل مسلم خلوق شريف.
أما لماذا تنكبت جادة الشعر الخمري عامة والأموي منه بشكل خاص؟ فلأنها تدرك بعمق مدى الإبداع وقوة الصنعة البيانية والبلاغية لدى شعراء الخمرة عامة، ولأنها بما لديها من حس تربوي نفسي، وهي المربية الفاضلة العاملة في ميدان التدريس، تدرك، أيضاً، أن إدمان الخمرة يشكل عقدة نفسية لدى المدمنين، تفرض نفسها على أحاسيسهم وتصرفاتهم وتفكيرهم وانفعالاتهم، فيشعرون بهيمنات روحية تجسدها أشعارهم الهائمة في كل واد.
سالم علي سبيتي إقرأ المزيد