الدكتور محمد جابر الأنصاري المفكر والأفكار
(0)    
المرتبة: 28,293
تاريخ النشر: 19/01/2009
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:يعد الدكتور محمد جابر الأنصاري رائد الحركة الفكرية والثقافية في مملكة البحرين، وأحد كبار رواد الفكر والسياسة في الوطن العربي. وقد غطت كتاباته، ومقالاته، وتحليلاته السياسية، ورؤاه الفكرية، مساحات واسعة من صحافة الوطن العربي من خليجه إلى محيطه.
وعلى الرغم من أن الدكتور محمد جابر الأنصاري بدأ مشواره بكتابات أدبية ...ونقدية، إلا أنه إتجه إلى الكتابة في مجالات الفكر والسياسة والثقافة، مثرياً المكتبة العربية بكتب هي في أمس الحاجة إليها في تاريخنا المعاصر.
وقد تبنى مشروعاً فكرياً وثقافياً بالغ الأهمية يتمثل في دراسة البنية الذهنية والبنية المجتمعية للواقع العربي، وهو المشروع الذي نال إهتمام النخب المثقفة في العالم العربي، وأخذت تبرز على صدر صفحات الصحف الكثير من المقلات والدراسات المتعددة التي تناولت فكره بالدراسة والبحث والتحليل، كما أقيمت المنتديات والملتقيات لدراسة مشروعه الفكري من مختلف جوانبه. وشغل فكره ورؤاه كبار المفكرين العرب بإعتباره أحد أبرز رواد الفكر العربي في التاريخ المعاصر. وقد إعترف بذلك جمهرة من كبار المفكرين والأدباء والكتاب العرب الذين وثقت شهاداتهم في هذا الكتاب التذكاري للبرهنة على تجاوز فكرة ضفاف الخليج وصحراء الجزيرة العربية لينفذ إلى جميع الأقطار العربية المشرقية منها والمغربية.
كان لتنوع دراساته بعد موطنه البحرين، في بيروت ولندن وباريس، وحياته العملية الملتصقة بالثقافة والعمل الأكاديمي والفكري في تلك البلدان التي كانت محطات في حياته العملية، وتكوينه صداقات مع كبار الأدباء والمفكرين العرب والأجانب، وإطلاعه على العديد من الدراسات الفكرية والسياسية والثقافية العربية، والأجنبية بحكم إجادته اللغتين الأجنبيتين الأكثر شيوعاً وإستعمالاً وهما الإنكليزية والفرنسية. كل تلك المعطيات دفعت به إلى إصدار مؤلفاته التي بلغ عددها عشرين مؤلفاً غطت جوانب مختلفة من الفكر والثقافة، داعماً بذلك مشروعه الفكري الذي إنطلق من خبرة علمية متراكمة، وإحتكاك للعديد من المنظرين والمفكرين في العالمين العربي والأجنبي، ما جعل مشروعه الفكري يفرض نفسه في عالم يموج حالياً بالعديد من التنظيرات والرؤى والإيديولوجيات المختلفة.
لقد إختار الدكتور الأنصاري منطقة الفكر فأخذ يطل منها وهي ساحة معرفية مشتركة تقع على خطوط التماس مع الدين والفلسفة والسياسة والأدب، وعالج من خلالها واحدة من أدق إشكاليات العصر وأعقدها وأكثرها مدعاة للجدل والحوار، ألا وهي التوفيقية. كما لامس الخطوط الحمر في بحثه عن أسباب التأزم السياسي عند العرب، وهي حالة مزمنة أخذت من وقته الكثير، إلا أنه إستطاع البحث عن جذورها وهي جذور حساسة تلافاها العديد من المفكرين العرب لأنها تلامس المحظور وتكشف المستور.
والكتاب الذي بين يدينا (محمد جابر الأنصاري: المفكر والأفكار) يرصد عبر فصوله السبعة شخصية الأنصاري من مختلف جوانبها. فقد تناول الفصل الأول نشأته وأثر مدينة المحرق على تلك النشأة. كما تناول دراسته في داخل البحرين في (الكتاتيب) أي أماكن تحفيظ القرآن الشعبية، ودراسته النظامية في المدرسة التحضيرية بالمحرق، ومدرسة الهدايا الخليفية، ومدرسة المنامة الثانوية. وغطى الفصل دراسته في الخارج في بيروت ولندن وباريس.
تحدث الفصل الثاني عن حياته العملية مغطياً مزاولته مهنة التدريس بمدرسة المنامة الثانوية والمعهد العالي للمعلمين، وعمله في الجهاز الحكومي عضواً في مجلس الدولة عام 1969 في وظيفة رئيس الإعلام، ودوره في تأسيس أسرة الأدباء والكتاب في البحرين. كما تم الحديث عن عمله في قطر في الفترة من عام 1975 إلى عام 1980 م وجهوده الثقافية هناك، وعمله في باريس في الفترة من عام 1980 إلى عام 1983 م وتعلمه اللغة الفرنسية وحصوله على شهادة من جامعة السربون.
ويبين الفصل الثاني أيضاً عودته إلى البحرين للعمل في جامعة الخليج العربي أستاذاً لدراسات الحضارة الإسلامية والفكر المعاصر إعتباراً من عام 1984 م. وفي جانب آخر تناول الفصل تعيينه مستشاراً لجلالة ملك البحرين.
خصص الفصل الثالث لكتاباته الصحفية مغطياً بداياته الأولى عندما كان طالباً بالمرحلة الثانوية ومدرساً بها. كما غطى دوره في الصحافة العربية أثناء وجوده في بيروت وباريس وإستكتابه لبعض الصحف العربية. وتحدث الفصل عن مقابلاته الصحفية وظاهر مشروعه الفكري الذي نشرته الكثير من الصحف العربية.
تناول الفصل الرابع مشروعه الفكري مبيناً بحثه عن الحقيقة، ومركزاً على آثار هزيمة حزيران 1967م، ومتطرقاً إلى البنية الفوقية كما برز ذلك في كتابه الموسوعي "الفكر العربي وصراع الأضداد" وتناول الفصل "التوفيقية" من جميع جوانبها. كما تحدث عن التأزم السياسي وحالته المزمنة عند العرب، متطرقاً في نهاية الفصل إلى النظام الديمقراطي والشروط المطلوبة لإنجاح تطبيقه.
ركز الفصل الخامس على مؤلفات الدكتور الأنصاري والتي بلغ عددها زهاء عشرين عنواناً، غطت وفق التقسيم الباحث خمسة حقول معرفية هي: الأدب، والسياسة، والفكر، والسوسيولوجية السياسية، والثقافة، وقد دعمت جميعها خطابه المتميز والمتجسد في الفكر والسياسة.
غطى الفصل السادس محاضراته متخذاً من محاضرة " العرب أمام التجربة اليابانية والقوة الصفراء " التي ألقاها في نادي الخريجين في عام 1985 م نموذجاً.
ضم الفصل السابع الذي عرف بعنوان " من أرشيف الدكتور الأنصاري "بعض الرسائل والوثائق المتعددة. وإنتهى الكتاب بملاحق مختلفة أهمها الملاحق الببليوغرافية. لم تكن مهمة تأليف كتاب عن شخصية الأستاذ الدكتور محمد جابر الأنصاري بالمهمة السهلة، على الرغم من توافر مصادر مختلفة ومتعددة يمكن لأي باحث الإستفادة منها... إلا أن عطاءه المتواصل في الثقافة والأدب والفكر والسياسة، وتنبيه مشروعه الفكري الذي شغل الأمة العربية من محيطها إلى خليجها... جعل الباحث أمام بحر لجي يصعب شق عبابه بسهولة. إقرأ المزيد