تاريخ النشر: 09/05/2009
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:يتخذ الكاتب في هذه الرواية من قصة الثأر التي تبدأ بها، ذريعة لرحلة من الاكتشافات لأماكن متنوعة ولشخصيات مختلفة تترابط فيما بينها بمدى صلتها بأحمد المعطي الذي كان "حبه للجمّارة وأهلها مسيطراً عليه، وحقده على البردويل كان الثقل الذي زحزحه عن تعلقه بالجمّارة، لينزح عنها مكرها" إلى الزعفرانة. والبردويل ...الذي بالإضافة "إلى ظلمه وفساده وخيانته، هو أيضاً شديد القسوة"، هو أخ زوجته سعاد، والذي استولى ظلماً على حقها في أرضها من ميراث أبيها ، والذي كان من ناحية ثانية السبب في وفاة أمه.
"الأرض يمكن التفاوض عليها، لكن ثأر الدم لا يَفاوض"، وهذا ما شكّل المحرك لكل أحداث الرواية وشخصياتها من عباس الكوري والبديوي أصدقاؤه، إلى يوسف المحمود "الثعلب" الوسيم الجاذب للنساء، الذي قدم له يد العون والمال، فرفضه "لأنه متأكد أن هدف يوسف كان التقرب منه للوصول بالنتيجة إلى سعاد"، إلى أخيه عمر وزوجته ندوة، وقاسم ابنه الذي لم يكن شجاعاً و"لم يكن كما يريده أن يكون"، وبالتالي لن يستطيع الاتكال عليه، "فالرجل يعيد الأرض ولو طال الزمن، والجبان يضيع الأرض ولو كانت بحوزته". وصديقه "أنس الذي كان على درجة من البراءة والصدق"، و"الثريي" زوجة البردويل التي كان أحمد والبردويل قبل الزواج يتقاسماً حبها.
كان أحمد "كلما أوشك على البدء بتنفيذ قراره أعاقه الخوف على مصير الولدين وضياع أمهما". لكنه سيقرر في النهاية الذهاب إلى "الجمارة" ليواجه البردويل ويطعنه، وبذلك تبدأ بعدها رحلة الهروب التي ستسمح له بالتنقل بين الأماكن وبين الشخصيات.
يحتمي بداية في "العامرية" ببيت محمود الكيو وزوجته مريم أخت صديقه التي طالما أرادت الاقتراب من احمد الذي "فتنتها قوة شخصيته وحلاوة حديثه وفتوته"، والتي ستنتقم لصده لها، بأن "تبكي وتقول أن هذا الرجل قد خان صداقة شقيقي وتنكر لخدمة زوجي واعتدى على حرمة منزلي، وطلب مني الفاحشة!".
ينتقل إلى مدينة "حلب" يذهب إلى صديقه أبو بكري الذين أمضيا الخدمة الإلزامية في الجيش معاً وناما في خيمة واحدة"، فيدلّه على توفيق صاحب البيت الذي استأجر فيه غرفة، وقد "انسحب توفيق من بين يدي أحمد كمن يريد الابتعاد عن مصاب بمرض معد"، وزوجته جميلة التي لا تنجب والتي يتركها وحيدة، فتحاول إغراء أحمد الذي يرفض مرة أخرى الإذعان. فيرحل مفكراً أنه "طعن البردويل بمديته وطعن مريم وجميلة بما هو أقسى من المدية". في "القصر" سيتعرف إلى عدنان ويقيم علاقة مع "رغد" الغنية "التي تعشق القوة كما تعشق الجنس، كما تعشق المال"، فيدخل في متاجرة الحشيش وتعاطيها. لكن النهاية ستأتي بمأساتها: سيعود إلى "الجمارة"، وستصبح "أرض المعركة أشبه بساحة حرب بين طرفين يعدان بالمئات".
يتضمن هذا الكتاب، رواية سلسة ومشوقة، غنية بالأحداث المتسارعة، وبالشخصيات المترابطة بين رجال ونساء متنوعي الرغبات والأهداف والميول، في إطار مجتمع تسوده مفاهيم الجهل وسطوة المال وتتحكم به غرائز الجنس والثأر. إقرأ المزيد