المطرب بمشاهير أولياء المغرب
(0)    
المرتبة: 193,808
تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار البشائر الإسلامية
نبذة نيل وفرات:قال الإمام الجنيد في التصوف " هو إستعمال كل خلق سني وترك كل خلق دني ". وقال أبو الحسن الشاذلي " التصوف تدريب النفس على العبودية وردها لأحكام الربوبية ". وقال العارف أحمد زروق في " قواعده " : " التصوف علم قصد لإصلاح القلوب وإفرادها بالله تعالى عما ...سواه ". وقال الشيخ زكريا الأنصاري في " شرح الرسالة العشيرية " : " التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس وتصغية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية ". أم عن تصنيفه كعلم فيقول إبن خلدون بأن التصوف إنما هو من العلوم الشرعية الحادثة في الملة، وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريقة الحق والهداية، وأصلها العكوف على العبادة والإنقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهد فيما يقبل الجهور من لذة ومال وجاه، والإنفراد عن الخلق والخلوة للعبادة، وكان ذلك عاماً في الصحابة والسلف. فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، إختص المقبلون على العبادة بإسم الصوفية والمتصوفة. كان أول ظهور الصوفية في المائة الثانية من الهجرة النبوية، ثم إنتشروا بعد ذلك إنتشاراً واسعاً في الشرق الإسلامي، ونبغ فيه رجال بين الأواسط العلمية وغيرها، وتكونت منهم عدة طبقات ووجد فيه أئمة كبار من أبرزهم الفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، والسري السقطي، وغيرهم. وعلى الرغم من هذا الظهور العام للتصوف والصوفية وقيام دولتهم وحركتهم في الشرق العربي والإسلامي بقي المغرب بمعزل عنه ولم يعرفه المغاربة إلا في أوائل المائة الخامسة للهجرة أو قبلها بقليل، وذلك في عهد المرابطين. وعندما ظهر بهذه الديار لم يكن معروفاً بمعناه المتعارف فيما بعد، بل كان معناه على الزهد والتقشف والنسك وحمل النفس على المجاهدة في الطاعة والوقوف مع ظواهر الشريعة دون تغلغل في علوم المكاشفات والحقائق. هذا وإن من قرأ سير الصوفية ودرس أحوالهم ووقف على تراجمهم وطالع كتبهم تحقق بأن التصوف هو روح الإسلام وسره ولبه الذي كان عليه الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم. وبعد فليس هذا الكتاب أكثر من صور، فقط صور تمثل النخبة المؤمنة في مجتمعات وعصور تختلف في إستقامتها وإنحرافها، ومد الإسلام في جوانب حياتها وجزره، وتجارب هؤلاء غنية بالدلالات ومعالم الطريق. وإلى هذا فقد تضمن هذا الكتاب تراجم جملة من أكابر أولياء المغرب ومشاهير شيوخه الذين كانت لهم الآثار العظيمة الخالدة في الإصلاح البشري والنهضة الروحية وتربية أجيال وأجيال من أبناء المغرب وغيرهم، وتهذيب أخلاقهم وإحياء أرواحهم. وسيجد القارئ خلال تراجمهم حكماً رائقة ووصايا نافعة وتأييدات منعشة ونبذاً من سلوكهم ومجاهداتهم ورياضاتهم في طريق الله عز وجل وما إلى ذلك من معارفهم وأحوالهم وطرف حكاياتهم. إقرأ المزيد