أسلمة بلاد المغرب ؛ إسلام التأسيس من الفتوحات إلى ظهور النحل
(0)    
المرتبة: 79,189
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار أمل للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لقد إنسلخت بلاد المغرب كلياً عن الحضارة الرومانية، والتأثيرات الوندالية والبيزنطية لتنصهر خالصة في الحضارة العربية الإسلامية بدءاً بالخضوع للمسلمين، ثم الإنخراط في جيشهم وحضارتهم من أجل توسيع نفوذهم الجغرافي وإشعاعهم الحضاري والثقافي. وقد وضعت هذه المنطقة بإنصهارها التام في الحضارة العربية الإسلامية حدّاً، وبطريقة تدريجية لأي حضور وأي ...تأثير للحضارة الرومانية التي إمتدت سيطرتها على شمالي أفريقيا أكثر من سبعة قرون. هذا ولم يقتصر المغاربة على قبول الإسلام ديناً وحضارة وإنما قبلوه نحلاً متعددة (خوارج، علويين، شيعة...) كان لها تأثير فعال في تعميق الأسلحة لدى البربر، ونشرها في مجالات واسعة إمتدت على كامل البلاد. ولعل أول إستفهام أثير وما زال يثار حول أسلحة بلاد المغرب، يتمحور حول الكيفية التي تم عن طريقها فتح هذه البلد ووقع ذلك على سكان المنطقة، ثم ما ترتب عن ذلك من نتائج حول إستقرار المسلمين وتأثر السكان بالإسلام. أما الموضوع الثاني فيتناول موضوع النحل الإسلامية التي إنتشرت بشكل ملحوظ خلال القرن الثاني للهجرة، وكان لها تأثير ملموس في سكان البلاد. إن الربط بين موقف البربر من المسلمين الفاتحين ثم إنتشار الإسلام بينهم وإنخراطهم في الجيش الإسلامي لتوسيع نفوذ الإسلام يبدو غير متماسك، لأنه لا يمكن فهم سبب مقاومة البربر المسلمين الفاتحين ليقوموا من ثم بالإلتحاق بهم والإنصهار فيهم للقتال معهم جنباً إلى جنب في سبيل نصرة الإسلام وفرضه نمطأ دينياً وثقافياً مغايراً لكل ما سبقه من أنماط حضارية تتالت على البلاد، كما ليس مفهوماً الأسباب التي جعلت معظم البربر ينخرطون في مختلف النحل التي إنتشرت في بلاد المغرب، ليقع التخلي عن جميعها بداية القرن العاشر الميلادي، فيسود البلاد تجانس مذهبي وثقافي وديني قلّ العثور على قبله في كامل أرض الإسلام. من هنا يأتي هذا البحث حول أسلحة بلاد المغرب وذلك ليعطي المزيد من التوضيح لنقاط الإستفهام تلك، وليلقي المزيد من الضوء على تاريخ بلاد المغرب في القرون الأولى لإستقرار الإسلام فيها. من هنا رأى الباحث أنه من الضروري البحث في مسألة "الأسلحة والمقاومة والنحل" وذلك بالتركيز على القرن الأول والثاني للهجرة أساساً. وفي هذا الإطار التاريخي، وجد الباحث نفسه أمام محورين رئيسين. أما الأول فيخص مسألة الفتح وما صاحبه من إشكاليات تتالي حملات المسلمين على بلاد المغرب وتعددها وموقف البربر من هذه الحملات التي تداول على ما يبدو بين الخضوع والمقاومة. أما المحور الثاني فهو يتناول موضوع النحل الإسلامية، هذه النحل التي يعود معظمها في الأصل إلى المشرق. وقد إتخذت من بلاد المغرب ملجأ لها نشطت فيه وحققت نجاحات باهرة وصلت في بعض الأحيان إلى القضاء على ممثلي السلطة المركزية والإسلام الرسمي في مدينة القيروان لتحل محلهم (الشيعة) غير أن هذه النحل رغم تعددها ومدى إنتشارها لم تترك بصماتها على أرض المغرب وتأثيراتها على سكانها إلا في حالات نادرة. إقرأ المزيد