تاريخ النشر: 20/03/2009
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
نبذة الناشر:"اليوم الذي أخذوك فيه، تحول أبوك إلى عجوز يمشي بصعوبة، ويتكئ على عصا. لقد تحول من فارس للقبيلة إلى أضحوكة ومصدر لسخرياتهم وتهكمهم. ابنته لطخت شرف القبيلة، ونجت بجلدها، وحمدان؟ صار رجلاً آخر، مجرد ظل يزحف هنا وهناك، كانت لمسته حنونة، وحبي يدفع ويرفس في قلبي مثل بغل، وخيانته نهائية، ...شاء لها القدر أن تولد جميلة وكاملة مثل زهرة حمراء على شجرة رمان، بقلب مشدود، وذقن مرتجف، سألت: "وماذا عن ابنتي يا أماه؟ يا لتلك الصغيرة؟ أخذتها من دار الرعاية الاجتماعية. قلت لأخيك إنها بريئة. ملأت قلوبنا بالبهجة، هي الجميلة، الغضة، قالت، ومسحت خطوط الأخاديد حول زاويتي فمها بإبهمامها وسبابتها. أحمد الله لأني عمياء، أتمنى لو كنت عمياء القلب أيضاً، وغطت وجهها بكلتا يديها. قشعريرة سرت في أنحاء جسدي، من رأسي حتى أخمص قدمي. ضغطت بيدي على صدري كل أمنع قلبي من القفز. قبل شهرين من رماها عمها الذي لا يساوي شيئاً في البئر الطويلة، كان لسان حاله يقول: "البنت صورة عن أمها". انتشلها أبوك وصديقه جدعان، ودفنا جثتها في المقبرة، خلافاً لرغبات رجال القبيلة، أرخت النقاب على وجهها وقالت: لا حقاً، بعد أن فطر الحزن قلبه، توفي أبوك أيضاً. يوبا! يوما! صرخت، كاشفة عن تنكري لكل القبيلة، ثم ارتميت أرضاً، ورحت أنشد حداء جدتي على الميت "يا ضوء عيني الغالي، لم أستطع أن أنقذك منه، لطخ وجهي بالهباب! لفني بوشاح كفنها! ادفني أنا بدلاً منها! يا الله، أين هي الآن! أريد أن أرى وجهها. أحضروا لي خصلة من شعرها، بوجه مسود بالرماد، وقميص تي شيرت ملطخ بالشاي المسفوح والعرق والدموع، جلست على الأرض، أرش الرمل على شعري الأشعت. يدي اليمنى ارتمت مشولة في حضني. لم يكن يميز قبرها شيء عن القبور الأخرى. كان مرتفعاً قليلاً عن الأرض، وقد وضع أبي فوقه صندوقاً خشبياً عفناً ومصنوعاً بكشل عشوائي، مع عبارة منقوشة عليه تقول: "توفيت عام 1990، بيدي اليسرى بدأت أنظف ما حوله، أقتلع الشوك والأعشاب البرية التي تغطيه، وأوسع الفضاء حوله".
"بعد أن أضحت سلمى حاملاً، قبل الزواج، في قريتها الصغيرة، في المشرق، تتلاشى إلى الأبد أيام البراءة، حين كانت تسبح في مياه النبع، تساق إلى السجن من أجل حمايتها، وعلى وقع صرخاتها، تولد طفلتها التي اختطفت منها على الفور.
في قلب مدينة اكستر، أكثر المدن الإنكليزية، تتعلم سلمى الكياسات الاجتماعية على يد صاحبة منزلها، ثم تستقر مع رجل إنكليزي، ولكن في أعماق قلبها، تظل تتردد صرخات طفلتها. وحين لم تعد قادرة على سماعها، تقرر العودة إلى قريتها، بحثاً عن فلذة كبدها، إنها رحلة ستغير كل شيء-ولا شيء.
موزعة بين حقول الزيتون في المشرق، والأرصفة المبللة بالمطر في إكستر، تقدم هذه الرواية تصويراً باهراً لشجاعة امرأة تقف في وجه تحديات صعبة، لا تقهر. إقرأ المزيد