تاريخ النشر: 28/02/2009
الناشر: دار الفارابي
نبذة الناشر:حين كنت أقارن بين حمدة والأتراك، كنت أرى تقاطعها معهم إلا أن حمدة كانت في بجاية الأمر باعث سعادة، ولم يكن الأتراك يوماً باعثي سعادة قط، كانت تتفق معهم في سادية حضورها، وتعلثم مواجهة أمامها دائماً. كانت سلطوية بالجملة، كانت أشبه بالحرائق والموت والدمار، والتهدم، علامات تركية كما هي أحرف ...أسمها في ذاكرتي، ولا أدري هل كان تقاطعها هذا وليد فكرة آنية؟! أن أن القدر حينما يوارب فكرة ما لا يظهرها حتى تفسد كل ما تصنعه بنا؟!نبذة المؤلف:أنا ببساطة قصاص بطل هذه الرواية التي ستقرأها بعد هذه المقدمة... وليست هذه المقدمة من التكنيك المقصود داخل النص... أكتب هذه الأسطر بعد صراع مرير شديد تخلله الدمع والضحك والصمت والتأمل والحنق والحقد والرض وكل حالات الوعي الإنساني وأنا أقرأ، هذا العمل الذي قام به الروائي النابه علوان السهيمي.. هذا الذي حاصرني بعينيه وقلمه وسخصه، حاصرني أنا قصاص وحين أكتب الآن إنما أقتص من هذا الروائي الذي أجاد الحديث عن تضاريسي أكثر مني على الورق.. وحين أقتص منه إنما اشتق من اسمي الدلالة.
"فدائماً الحقيقة حين تكتب... تضع أطرافها على المسرح وحين يسدل الستار في المسرح بعد العرض.. تأتي مهمة التاريخ".
لا أريدك أيها القارئ أياً كنت وكانت صفتك ومستوى ثقافتك سواء أكنت ناقداً أو روائياً أو قاصاً أو شاعراً أو قارئاً ألا تحاول أن تتسامح معي قدر ما تستطيع داخل النص، لا تكن مثل هذا الـ"علوان".. الذي أوجعني بي.. ففجعت من حقيقتي حين قرأتها، فلم أكن أتصور وأنا أتحدث لعلوان عن تجربتي أنها ستكون مثلما قرأتها من قلمه.. لا أدري ربما لأن الهواء يبلع الكلام عند إلقائه من الفم على عواهنه.. ربما لأن الورق.. يحفظ العري!
نعم أنا قصاص.. وهذا ليس اسماً مستعاراً وليس اسماً كاذباً كما أنه ليس في الحقيقة.. نكرة... ما تقرأه من نص هو إسقاطات مهولة بشكل جزئي على سيرة ذاتية حقيقية بدءاً من الطرف الصناعي الذي أسند به جسدي حين أمشي، وحين أنام أمدده بجانبي، كأرملة نائمة بجوارها... تابوت ليس فيه أحد!
نعم هذا النص أنا، وكل شخصيات العمل.. هم.. "هم"! وكل الأحداث -كل الأحداث- فعلاً حدثت... كان علوان في هذا العمل الثاني له على مستوى الرواية... أكثر دراية بنفسه من قارئه وأكثر دراية بي مني، وأنا طرف غير حيادي أبدباً تجاه ما أقرأه لعلوان عموماماً وطرف معاد تجاه ما قرأته... عني منه.
أقول لك أيها القارئ... كن معي في هذا العمل واعلم تمام العلم... كما قال سارتر المفكر الفرنسي الوجودي الأشهر "إن الآخرين هم الجحيم" ليس تجنباً أو ظلماً لأحد.. أو للمجتمع الذي عشت فيه والذي ما أزال فيه... ممن حاول أن ينزع في ذاكرتي ومشاعري... من يحاول أن يحيلني مسخاً... أقتات المشوه والمكرور والسائد والعادي... وأنا أفعل ذلك.. فقط... فقط حين أنام!
إن الروائي في هذا العمل... ربما لأن تجربتي قاسية جداً كان هو أيضاً قاسياً في سبر أغوار نفسي وهو يتوغل فيها بمشرطه... والمجروح يشعر دائماً ببشاعة المشرط وقسوته... حين يتلاشى في جسده سريان المخدر ويفيق تماماً... مثلما أفقت قبل أكثر من ربع قرن... ووجدت ساقي اليمنى تابوتاً ليس فيه أحد...! إقرأ المزيد