تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: دار البشائر الإسلامية
نبذة نيل وفرات:ما من ريب أن دراسة التاريخ " خصوصاً ما يتعلق بعلوم الإسناد " تعدو وسيلة رئيسية في مناهج الدراسة الحديثية، وهي واجبة إذا ما تعينت طريقاً لتمييز الصحيح من السقيم، كالوقوف على إتصال الخبر إذ هو شرط من أشراط الصحيح، أو معرفة النسخ في أحد الخبرين المتعارضين المتعذر الجمع ...بينهما، ولا يتأثر ذلك إلا بمعرفة المتأخر منهما، أو معرفة تاريخ الإختلاط لتجنب الأخبار المروية بعده، أو معرفة تاريخ اللقاء بين التلميذ وشيخه، فقد إدعى قوم رواية عن ناس، فنظر في التاريخ، فظهر أنهم زعموا الرواية عنهم بعد وفاتهم بسنين، لهذا قال سفيان الثوري، لمّا إستعمل الرواة الكذب إستعملنا لهم التاريخ. هذا من حيث الإسناد. أما من حيث المتن، فغني عن البيان أن الإطلاع على أخبار الدول وإقبالها ثم إنقراضها، وأحوال الملوك والورثاء وأصحاب الجيوش وتدبيرها، وما يتصل بذلك من أمور تتكرر أمثالها، غزير النفع، جمّ الفوائد، جميل العوائد، لأن من عرفها كان كمن عاش الدهر كله، وجرب الأمور بأسرها، وباشر تلك الأحوال بنفسه، فيغزر عقله، فيصير مجرباً غير غرّ ولا غمر. هذا وبالوقوف على مناقب الأمة والأعلام من العلماء والفقهاء ومذاهبهم، والمصنفين ومبلغ تصنيفاتهم، والحكماء وكلامهم والمحدثين وروايتهم، والزهاد والنسّاك ومواعظهم، والأجداد ذوي المروءات وأخبارهم، منفعة وغناء فيما يصلح به الإنسان أمر دينه ومعاده وسريرته في إعتقاده، ومعاملاته ومعاشه الدنيوي، وهو باعث لذوي الهمم العالية، والقرائح الصاخبة، إلى التأسي والإقتداء بهم، وإقتباس محاسن آثارهم، ليصير لهم من حسن الثناء وطيب الذكر الذي حرص عليه خلاصة البشر. وإن من فوائد تواريخ الرجال معرفة مراتبهم وأعصارهم، فلا يقصر بالعالي في القدر عن درجته، ولا يرفع غيره عن مرتبته، فينزل كل منهم منزلته، ليرجح بقول الأعلم والأروع عند التعارض...، إلى غير ذلك من فوائد تجتنى من هذا الذي لا يدرك أهميته على حقيقتها إلا من مارسه من المختصين. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يضم طبقات الفقهاء الشافعية. وقد تم الإعتناء به نسخاً وتصحيحاً وتحقيقاً وفهرسة. إقرأ المزيد