حكومة دمشق الفيصلية في لبنان 1918 - 1920
(0)    
المرتبة: 113,949
تاريخ النشر: 31/12/2008
الناشر: دار المواسم للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب مرحلة مفصلية في التاريخ العربي الحديث، ورغم قصر مدتها (1918-1920)، لكنها كانت حبلى بالأحداث التي رسمت مستقبل المنطقة، خصوصاً بلاد الشام، لأكثر من نصف قرن. فالعرب الذين قاتلوا الحكم العثماني، إلى جانب الحلفاء البريطانيين والفرنسيين، ودخلوا دمشق منتصرين بقيادة الأمير فيصل بن الحسين بن علي سنة 1918، ...اعتقدوا أنهم سيقطفون ثمار النصر بإقامة دولة عربية ذات سيادة على كامل التراب السوري، كما كان الاتفاق مع الحلفاء.
أعلن فيصل، وقد تجمع حوله المناضلون العرب من كل المناطق في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام، قيام حكومة عربية في دمشق، وأرسل مندوبيه إلى مدن سوريا ولبنان كافة، ثم نودي به ملكاً باسم الملك فيصل الأول وأخذ يعمل على تأسيس دولة عربية حديثة تأخذ بأسباب النهضة والتقدم.
لكن الحلفاء كانت لديهم خططهم المرتبطة بمصالحهم الاستعمارية، فاستنكروا اعلان الحكومة العربية، وطردوا رجال فيصل من كل لبنان، وأخذوا يعملون على تقاسم السيطرة على بلاد الشام، فكانت فلسطين والأردن من نصيب بريطانية، وسوريا ولبنان من حصة فرنسا.
والصعوبة الثانية التي واجهت الحكومة الفيصلية هي الأطماع الصهيونية في أرض فلسطين وتطلعها إلى السيطرة على جزء من بلاد الأردن، وجنوب لبنان حتى الليطاني للاستفادة من ثروته المائية. والمشكلة الثالثة كانت في محاربة بعض اللبنانيين، الذين كانوا من طوائف ومناطق مختلفة في لبنان، للخضوع للحكم الفيصلي في لبنان، والانضمام لسوريا تحت حكمه، متطلعين إلى لبنان حر مستقل، متعاونين مع جيرانه العرب، بينما كان بعضهم يطلب لبنان بحدود المتصرفية، كان آخرون يرون لبنان أكبر من ذلك، ساحلاً وداخلاً.
كل هذه المشاكل رافقت قيام حكومة فيصل العربية، ومنعتها من السيطرة على الأرض، أو تثبيت جذورها المؤسساتية، مما أدى إلى مواجهة عسكرية بين قواتها الناشئة والجيش الفرنسي انتهت بسقوط حكومة دمشق بعد معركة ميسلون في 24 تموز 1920، ومغادرة فيصل وأسرته البلاد إلى أوروبا.
كل هذه الوقائع عالجها المؤرخ د.ميشال الخوري بموضوعية ومنهجية جيدة، مستخدماً كل ما استطاع الوصول إليه من وثائق أرشيفات مختلفة، ومصادر مطبوعة ومخطوطة، وصحف، ومقابلات ومذكرات شخصية، وقدم لنا مؤلفه هذا، آملاً أن يستفيد منه محبو الإطلاع على جذور تاريخنا المعاصر، من طلاب وباحثين، ومراكز أبحاث. إقرأ المزيد