تاريخ النشر: 19/11/2008
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"يستطيع الإنسان أن يبيع لنفسه كل شيء، يا مولاي، ما ظلّ يستظل بمظلة الدولة. ولكن الإسنان لا يملك إلا أن يهيم على وجهه في الخلاء إذا فقد هذه المظلة. !" لعل هذه العبارة التي وردت على لسان أحد الرعايا لمولاه الباشا تختصر شكل النظام السياسي العربي والإسلامي على مرّ ...التاريخ الإنساني، وخاصة الفترة التي تحيل إليها الرواية (العصر العثماني) واستجرار العرب للدول الأوروبية للخلاص "يجب أن نعترف أننا أسهمنا في تقويض أركان هذه المظلة بخوضنا لتلك الحروب قبل أن يأتي المدعو برغل على بقية الأركان ليحوّل المملكة إلى أنقاض ...".
عبر هذه المقاربة يرصد إبراهيم الكوني في "يوسف بلا أخوته" السياسة العثمانية في البلدان الإسلامية، والتي رفعت شعار الإسلام في سبيل تثبيت دعائم قوتها "بلى يا مولاي، بلى سرّ الدولة طريدة (...) ولا أظن أني سأخطىء لو أطلقت على هذه الطريدة إسم "الروح" !، أما الشيى الثاني في الرواية هو رصد الكوني لعلاقة الدولة العثمانية بالعالم الخارجي والقائمة على دفع الأتاوات سلفاً قبل أن ينالها الغزو"أسبانيا وافقت على دفع اثني عشر الف قرش ذهباً، كما أرسلت البندقية الأدميرال "كوندولمير" بمبلغ مائة ألف قرش كقسطين سنويين من الأتاوة ..." ولم يوفر الكوني إشارات إلى الزمن الحاضر "هيبة الدولة ستستمر حتى بعد زوال الدولة، لأن قداستها مستعارة من روح الأسلاف يا مولانا. والدليل أننا نرى في الأسد أسداً حتى إذا كان هرماً، بل إننا نرى في الأسد أسداً حتى لو كان ميتاً فلا نجرؤ على الإقتراب منه (...) نحن اليوم جثة هامدة، المملكة الطرابلسية جثة اسد حقاً. ولكن النكتة أن أمم النصارى تجهل أن مملكة القرمانليين جثة – ها – ها – ها ..".
في هذا الفضاء الروائي تدور رحى الرواية بأسلوب يختلط فيه التاريخي بالحكائي، والقفز بالأزمنة السردية (الماضي – الحاضر) ، والأمكنة (البلدان العربية – البلدان الأوروبية – السلطنة العثمانية) ، وبشخصيات رمزية (ملوك وباشاوات وسلاطين وعبيد) تشكل جميعها عناصر المشهد الروائي الذي استطاع الكوني مقاربته مقاربة تاريخية في إطار روائي، وهو بعمله هذا أحسن إلى الرواية ولم يتنكر للتاريخ. نبذة الناشر:ابتسم الفردوسي فأضاف نابليون: ولكن الرأي، الذي يقول إن حربنا مع يهوذا الإسخريوطي هذا هي حرب بين شكسبير ومونتين، لا يروقني! لماذا؟ لأن مونتين عقل، أما شكسبير فروح. والعقل طرف أضعف إذا دخل في نزاع مع الروح! سكن. أضاف: أنا أعبد شكسبير آملاً أن يعبد الإنجليز مونتين نيابة عني! أطلق ضحكة مرة أخرى. سكت لحظة. قال: على الفرنسيين أن يعلموا أن الإنجليز لن ينتصروا أبداً حتى لو كسبوا ألف معركة وذاقوا حلاوة ألف نصر. هل تدري لماذا؟ لأن الأقدار حكمت عليهم بمعقل هو متاهة إذ قورن بالبر وهو البحر! تطلع إليه الفردوسي بغموض قبل أن يسأل: ماذا يحدث لو قرروا أن يحاربوا في اليابسة يوماً؟ حدق نابليون في عيني جليسه طويلاً قبل أن يجيب: آمل ألا اضطر للدخول معهم في حرب على اليابسة!... إقرأ المزيد