تاريخ النشر: 10/09/2008
الناشر: دار الكتب العلمية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إلهيات ابن سينا هي الجملة الأخيرة من جمل "الشفاء" الأربع، وتنصب أولاً بالذات على الفلسفة الأولى، وإن كانت تعالج بجانبها شيئاً من السياسة والأخلاق. وقد عول ابن سينا فيها كثيراً على "ميتافزيقى" أرسطو، ولكنها دون نزاع أدق ترتيباً وأكثر انسجاماً، وأوضح هدفاً، وأجلى عبارة. هذا إلى أنها لم تقف ...عند آراء أرسطو وحدها، بل ضمت إليها آراء أخرى تتعارض معها كل المعارضة، وعرضت لمشاكل إسلامية كالإمامة والنبوة، وما كان لفيلسوف اليونان أن يلم بها. ومرت سريعاً على التسلسل التاريخي للآراء والنظريات الذي عنى به أرسطو عناية خاصة، ووقف عنده في أكثر من مقالة.
وبشكل عام تقع "الإلهيات" في عشر مقالات متفاوتة الحجم والأهمية، والمقالة الأولى أشبه ما يكون بمقدمة عامة تحدد موضوع البحث، وتبين الأسماء التي أطلقت عليه، والصلة بينه وبين العلوم الأخرى، وتوضح منزلته ومنفعته.
ويقف ابن سينا المقالة الثانية على الجوهر، فيعرفه، ويبين أقسامه، وخصائص كل قسم، والارتباط بين المادة والصورة.
وتنصب المقالة الثالثة على نظرية المقولات، فتشرح الواحد والكثير، والكم والكيف، وتعنى خاصة ببيان أن العدد كم، وأن العلم عرض، إلى غير ذلك من المسائل.
والمقالة الرابعة متممة إلى حد ما لسابقتها، لأنها تعالج التقابل، فتعرض للمتقدم والمتأخر، والقوة والفعل، والتام والناقص، وبذا تلم شعت أمور أثارها أرسطو في أكثر من مقالة.
وتدور المقالة الخامسة حول نظرية الحد، فتفرق بين الكلي والجزئي، والجنس والنوع، والفصل والخاص، والحد التام والناقص، وتعيد أموراً سبق لابن سينا أن درسها في كتاب "البرهان"، وتشرح كيفية وجود الأمور العامة، فتعرض نظرية الوجود الثلاثي للكليات التي سبق له أن بحثها في "المدخل".
و"للميتافزيقي صلة أيضاً بالطبيعيات، وتبدو هذه الصلة بوضوح، المقالة السادسة نظرية العلل في عمق وتفصيل، بادئة بالعلل الفاعلية، وواقفة طويلاً عند العلل الصورية والغائية، وقد عرض أرسطو لهذه النظرية في عدة مقالات. ولكن ابن سينا يفصل القول فيها أكثر مما فعل المعلم الأول متأثراً بالشراح السابقين، ومستعيناً بدراساته الطبيعية. وأما المقالة الثامنة فموقوفة على المبدأ الأول وصفاته.
وتعالج المقالة التاسعة الصلة بين الله والعالم، فتكمل المقالة السابقة، وتشرح نظرية الصدور، وهي نظرية أفلوطينية تتعارض مع آراء أرسطو المقررة من القول بقدم العالم وإنكار خلقه.
وفي الحق أن المقالة العاشرة والأخيرة تنصب على دراسات دينية، بل وإسلامية، فتعرض للوحى والإلهام، والأولياء والأنبياء والملائكة، كما تعرض للعبادات ومنفعتها في الدنيا والآخرة، ثم تنتقل إلى بعض المشاكل الاجتماعية والأخلاقية، وتعالجها من وجهة نظر الإسلام مبينة شرائط الخليفة والإمام، وما يجب لهما من طاعة. إقرأ المزيد