الشورى في النظام السياسي العماني
(0)    
المرتبة: 63,062
تاريخ النشر: 01/11/2008
الناشر: دار جرير للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:تركز الدولة الحديثة، التي غالباً ما توصف بأنها دولة عصرية، على منهجية المشاركة الشعبية في أسلوب الحكم فيها وتعطيها الأهلية الكبرى في كل تنظيماتها وقراراتها، وقد أثبتت الدراسات التاريخية السياسية الدولية أن المشاركة العامة هي ضرورة بشرية قديمة وأن اختلفت أساليب تطبيقها وتعددت زوايا الأخذ بها أو اختلفت مسمياتها ...وإصطلاحاتها، ولعل أقدم ما استخدم من المفاهيم السياسية في هذا السياق "مفهوم الشورى" الذي أبرزه الإسلام وحدد شروطه وقننه ووضع قيوده وصاغ مفهوماً جامعاً له.
ولما كانت عمان من الدول الأولى التي دخلت الإسلام بصورة سلمية هادئة وفي حالة رضا تام فقد طبقت مفاهيم الدين الحنيف على أفضل وجه تمكنت منه، ومن ذلك تطبيق مبدأ الشورى من خلال نظام "الإمامة"، حيث كان يجري إنتخاب الإمام إنتخاباً حراً من بين عموم المسلمين كما حصل عندما انتخب الجلندي بن مسعود أول إمام لعمان قبيل سقوط الدولة الأموية وظهور الدولة العباسية، ثم جرت مبايعته بإلزامه بمشاورة مؤسسات الشورى التي تعد أمراً هاماً في مفهوم الحكم في عُمان بالرغم من تراجع ذلك لفترة أبان دولة بني نبهان.
ولأهمية مبدأ الشورى في الإسلام ولعمق التجربة العمانية وتميزها في تطبيق هذا المبدأ فقد جاء هذا الكتاب ليبحث موضوع الشورى في النظام السياسي العماني منذ بدء تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في سلطنة عُمان، وقد حرص المؤلف على أن ينصب الكتاب على حدود التجربة العالمية تأصيلاً تاريخياً ونظرياً وتحليلياً.
وحتى يتم تحقيق ذلك فقد تناول الكتاب مفهوم الشورى في ثلاثة أطر: الإطار الأول: وهو الإطار النظري، حيث جرت مقاربة المفهوم نظرياً لغة وإصطلاحاً وتم تناوله في سياقه الشرعي، الإطار الثاني: وهو الإطار التاريخي؛ حيث جرى إستدراج التاريخ المحيط بنشأة النظام السياسي العماني والظروف التي أدت إلى تحديد هويته وطبيعته، الإطار الثالث: الإطار التحليلي وفي هذا الإطار جاء تحليل ما توفّر من معلومات جمعها الفصلان الأول والثاني، حيث تم رصد تطور العمل بالشورى في عُمان من حيث تشكيل المجالس الشورية والتي بدأت بمجلس الزراعة والأسماك والصناعة ثم المجلس الإستشاري للدولة الذي جاءت مراسيم تشكيله تحديداً لصلاحياته على صورة اللبنة الأولى في التوجه الشورى، جرى بعدها تطوير ذلك حتى أخذت الصيغة مجلس للشورى يتم تطويره وتوسيع صلاحياته وآليات تحديد أعضائه بشكل مستمر ومن ثم مجلس الدولة الذي شكل حلقة أخرى للإتصال مع جلالة السلطان دون إلغاء تلك القناة المباشرة القائمة بين جلالته وبين مجلس الشورى، بالإضافة إلى مجلس عُمان الذي يتكون من مجلس الدولة ومجلس الشورى. إقرأ المزيد