تاريخ النشر: 22/10/2008
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:"سهام حبيبتي...أسألك بإسم قلبك الحنون...بإسم أمك المبتسمة دائماً...بإسم أختك يسرا... بإسم كل غالٍ لديك...لا تعطني موتي بفقدك...أنت سلواي الوحيدة في هذا الوجود المنافق...سهام إنتظريني...سآتي إليك مهما حاولوا أن يفرقوا بيننا...العجوز...صدام...عبد الرحمن...كلهم لن يستطيعوا...أنا أحبك...أعشقك. كيف هي أمك يامنصور؟ العجوز؟ هذه المرأة لا تشبه أحد. لِمَ لا تأتي بها الى ...هنا؟ تقصدين لم لا تهرب منها الى هنا. حسين ألم يتغير شيء. لا لم يتغير شيء... أنا بقيت في تبوك حتى إنقطعت سهرات العود. كل شيء تغير حتى أنت يا منصور. أنا؟ نعم أنت. كيف؟ إسأل نفسك بصدق...ستعرف الإجابة حتماً.
أتساءل في نفسي: "هل مازال أصحاب الشوارب الطويلة هناك أم غادروا مع من غادر الى المدينة...أي زلزال سيأتي؟ أي غضب ستسوقه الأقدار لهذه الأرض؟ الوجوه هي الوجوه...الشوارع هي الشوارع...العزيزية...القلعة...أم درمان...البساتين...السليمانية...كلها لم تتغير..جمعان...اياد فايد...الحساوي...عبدالرحمن...عبدالعزيز...الأستاذ سليم...خطيب الجامع، الوجوه الغبية...التافهة...الساذجة...الحزينة".
لم يأت أحد، ولن يأتي، أليس كذلك؟ لن يأتي إلا الحزن...حزن يخلفه حزن...أيها الحزن السرمدي الصامت قتلت أرواح من أحبوا بصدق...قتلت كل شيء فيهم...قتلت جبال اللوز الأبيض...قتلت شتاءهم البديع الذي يشبه قلوبهم النقية. أيها الحزن ...قتلت أبي. أيها الحزن... قتلت سليمان. أيها الحزن... قتلت منصور... أيها الحزن...إقتلها...إقتلها. وتردد العجوز:" منصور آخر من يموت من أولادي"
تتداخل المشاعر حب وكراهية وأمل ويأس وفرح وحزن. ويبقى منصور ذلك التائه في لجج اللآلام الموجعة ومصدرحا صدام حسين ووجه أمه. فكلاهما مصدر تعاسته وحزنه ووعده وموعوده يظهران له في ساعة نومه كل ليلة، ليوقظاه وهما يضحكان من خوفه وفزعه. تتلاحق الأحداث،وتغرق الحياة منصور في دوامته، وقصة حب يعيشها إلا أن ذلك كله لم يخلصه من تلك العقدة المتجذرة في نفسه والتي ساقته الى متاهات الغربة والعذاب. إقرأ المزيد