تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: دار سعد الدين
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:كان إهتمام النحاة الأوائل متوجهاً إلى نظم اللغة تحت قواعد كلية، وعوَّلوا في عملهم هذا على التنزيل العزيز وما انتهى إليهم من كلام العرب.
وكان أول مصنف نحوي وصل إلينا - وهو كتاب سيبويه - عني عناية فائقة في صوغ تلك القواعد وتثبيتها، وجاء بعد الكتاب مصنفات نحوية أخرى انصبَّ ...إهتمامها على حفظ هذه القواعد والذود عنها.
على أن جهود النحاة المتعلقة بالجانب النظري للنحو لم تمتدَّ طويلاً، إذ نرى بعض المصنفات التي عنيت بالإعراب ولكن إلى جانب أشياء أخرى نحو تفسير القرآن الكريم والشعر.
ولمّا للإعراب "التطبيق النحوي" من منزلة خطيرة في مضمار تعلُّم النحو وتعليمه نهضت ثلة من النحويين وولجت هذا المضمار وصنفت فيه، ومنهم ابن هشام الأنصاري، إذ ألف "شرح بانت سعاد"، فأغنى كتابه هذا بمذاهب النحويين وآرائهم، وأبان في تصديه للتوجيه النحوي عن ذوق أدبي رفيع وحس مرهف وعلم عميق بخصائص هذه اللغة وإتصال وثيق بأساليب العرب في كلامها، وعقد الوصل وأحكمه بين المعنى والصناعة، فتراه ينبذ الوجه الإعرابي الذي لا يخدم المعنى، ويختار من الإعراب ما يرفع المعنى ويجلُّه وهو بهذا الصنيع يسير على الهَدْي الذي رسمه أشياخ هذا العلم من مثل الخليل وسيبويه ومن جاء بعدهما.
يضاف إلى هذا أن الشخصية العلمية المتكاملة لابن هشام ظهرت في هذا الكتاب ظهوراً جلياً، فهو يقف لشرح مسألة بلاغية، ثم ينتقل إلى تجلية قضية أدبية نقدية، ثم يرى أن المقام في حاجة إلى بسط الكلام على قاعدة صرفية، ثم يَعِنُّ له أن يتكلم على اللغة، وهو في أولئك كله طويل النفس يصدر عن حب وإجلال كبيرين للعربية.
وقد اختارت المحققة سناء الريس تحقيق هذا المصنف النفيس على أن يكون شطراً من رسالتها لنيل درجة الماجستير، وشفعته بدراسة عن أصول النحو التطبيقي عند ابن هشام، وأقامت عملها في التحقيق على نسخ خطية أربع ونسخة مطبوعة.
وحرصت المحققة على أن تخرج العمل إخراجاً علمياً نقدياً، وعملت على قراءة النص وضبطه ضبطاً سليماً، وتحريره من السقط والتصحيف والتحريف، وحرصت على إعادة الأقوال إلى أصحابها ومظانها، وأولت المذاهب النحوية عنايتها فخرجتها، وكذلك فعلت في الشواهد الشعرية والقرآنية، إذ ضبطتها وخرجتها، إتماماً للفائدة. إقرأ المزيد