السلوك الإداري ' التنظيمي ' في المنظمات المعاصرة
(0)    
المرتبة: 191,645
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: دار زهران للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:"ماهية الإنسان"
لقد خلق الله تعالى الكون والكائنات وقدرها تقديراً، وجعل بينها إختلافات وتمايزات تميزها عن بعضها، فالجمادات هي أصل هذا الكون، والنباتات ترتقي وتتميز على الجمادات في أنها كائنات تجمع بين صفة الجمادية وصفة أخرى هي صفة الحياة التي تجعلها تعيش وتنمو وتتكاثر وتموت، وتتميز الحيوانات عن النباتات في أنها ...تجمع بين صفة الجمادية، وصفة النباتية، وصفة الحيوانية ممثلة في مجموعة الغرائز.
وأخيراً الإنسان الذي يجمع بين خصائص الجمادية والنباتية والحيوانية، بالإضافة إلى خاصية مميزة تتمثل في أن الإنسان يمتلك العقل الذي يمكّنه من التفكير المنظم والمجرد.
بمعنى أنه يمتلك القدرة على تخزين الصور العقلية للخبرات السابقة لديه، أو لغيره مِن الزملاء أو الآخرين، وكذلك القدرة على إسترجاع هذه الصور وترتيب أحكام قيمية عليها، وتنظيم سلوكياته بالإستناد إليها، والعمل على تعليم هذه الخبرات تعليماً مجرداً، أو تطبيقياً لغيره من بني جنسه، ولا توجد حول ذلك أية غضاضة.
ويضرب لنا بعض الباحثين مثلاً للتمييز بين الحيوان والإنسان على هذا الأساس بقولهم؛ إن الدّبة الأم عندما ترافق صغارها ليرونها وهي تقوم بمتابعة بعض النحل حتى تهتدي إلى إحدى خلاياه، ثم تقوم بمهاجمة الخلية وأكل العسل الموجود فيها، فإنها تعلم صغارها، من خلال الملاحظة والتجربة المباشرة، كيفية الحصول على طعامهم من العسل، أما إذا استنشقت الأم فجأة رائحة الإنسان، وربما البارود أو الرصاص، فإنها تسرع موليّة أدبارها هاربة في الإتجاه المضاد، ويقتفي أثرها صغارها.
فرائحة العسل تحثهم على طلبه وإشباع غريزة الجوع، ورائحة الرصاص والإنسان تحثهم على الهرب وإشباع غريزة الأمن.
فالدبة الأم لم تجلس مسترخية في كهفها وتخبر صغارها بأن هناك بعض الحشرات ذات الأجنحة الشفافة تعمل على جمع رحيق الأزهار، وتهضمه، وتضع منه العسل الذي تصبه في أقراص صنعتها من الشمع لتخزينه حتى تأكل صغارها منه أو حتى تستعمله في أيام الشتاء، وأن هذا مفيد للدببة، ويمثل غذاء شهياً لهم وعليهم العثور عليه وتناوله.
كما لا تستطيع أن تصف لهم رائحة العسل وكيفية إقتفاء أثر النحل، ولا أن تصف لهم رائحة الإنسان. إقرأ المزيد