التنمية العربية في ربع قرن 1960 - 1985
(0)    
المرتبة: 216,284
تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: مكتبة المحتسب
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لقد شهد المجتمع الإنساني المعاصر مجموعة من التراكمات الكمية والكيفية، التي وضعته - بالرغم من عمق وأهمية ما تضمنته من إيجابيات مكّنت الإنسان من نزع زمام المبادرة من يد الطبيعة ليبدأ عملية تفوقه عليها - أمام مأزق مزدوج: بعده الأول: يتمثل في بروز ما يمكن تسميته بالإنشطار الحضاري، بين ...المجتمعات الأكثر تقدماً التي تمسك بمعظم مقدرات الحركة المعاصرة، وبين المجتمعات المتخلفة أو النامية... التي تفتقد معظم هذه المقدرات، الأمر الذي أصبح يهدد مسألة التوازن المطلوب في الحركة الإنسانية العامة، وبالقدر الذي قد ينذر بصراعات حادة، وبأخطار أخرى، قد تهدد إستمرارية ووجود المجتمع الإنساني برمته.
أما بعده الثاني: يتمثل في بروز التفوق الإنساني في علاقة الإنسان بالطبيعة، وبالقدر الذي أصبح يخضع الوجود الطبيعي لأهواء ونزوات وممارسات الإنسان غير المرشدة تماماً، مما أصبح ينذر بإحتمال نفاد الطاقة الطبيعية وإفسادها، سواء عن طريق الإستغلال والإستخراج المستمر، وعدم إيجاد البدائل والتجديدات، أو عن طريق التلوث، وعدم إيجاد الحلول الناجعة لذلك، الأمر الذي يتضمن تهديداً للوجود الإنساني بالنتيجة.
إزاء هذا الوضع، برزت الدعاوى والدراسات والأبحاث المختلفة المهتمة، والتي أصبحت تطالب بضرورة الإنماء الرشيد، وبضرورة تحديد حالاته وأدواته ودرجاته سواء بهدف وصل الفجوة الحضارية بين دائرتي المجتمع الإنساني المعاصر (دائرة التقدم ودائرة التخلف)، أو بالتركيز على إعتبارات التوازن الديناميكي بين الطاقة الطبيعية والطاقة الإنسانية (ضمان تحقيقهما) للحيلولة دون نفاد أي منهما.
وقد بذلت جهود كبيرة على المستويين العربي والعالمي لدراسة ظاهرة التنمية من أجل الوقوف على طبيعتها ومشاكلها وإستراتيجياتها... وغير ذلك من الموضوعات الأساسية المتعلقة بها، ولعلنا نؤكد بأن هذا المؤلف لا يعدو أن يكون واحدة من المساهمات التي تحاول أن تستعين بهذا النبع الوفير من الكتابات لتتركز حول عملية التنمية العربية، وإذا كان لنا من تمايز ولو أولُي في تقديمنا لهذه الدراسة فإنما يمثل في طبيعة المنهج وأسلوب التحليل الذي تم إعتماده في هذا السياق وكذلك في أهدافه التي يسعى إلى الوصول إليها.
حيث اتبع الباحث أساليب التحليل الكيفي والكمي معاً، كضمانة للوصول إلى أفضل النتائج الممكن التعامل معها، وقياسها؛ أما بالنسبة للأهداف البحث، فقد سعى الباحث إلى إثبات الطبيعة الكلية والنظمية لعملية التنمية الشاملة وبالقدر الذي يؤكد تعدد متغيراتها وأبعادها، كما حاول بناء نموذج لأولويات متغيرات عملية التنمية الشاملة على وجه الخصوص، وذلك للتعامل تبعاً لهذا النموذج.
كما سعى إلى دعم نظم الأولويات الذي سيتم التوصل إليه، بتحديد العلاقات الإرتباطية بين مختلف المتغيرات، كتأكيد على نظيمة العملية من جهة، وكتأكيد على عدم التعامل مع جدول الأولويات بطريقة ميكانيكية رتيبة.
وأخيراً، عمد الباحث إلى دراسة وقياس ومستويات الإنجاز التنموي المتحققة خلال فترة الدراسة التي تمتد منذ بداية الستينات وحتى بدايات الثمانينات وذلك على المستويين القطري والقومي بالنسبة لمجموعة الدول التي شملتها هذه الدراسة. إقرأ المزيد