تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع، دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:تعود بواكير التنظير في العمارة والفنون إلى أزمنة غابرة، وتناغمت مع الخطاب العقلي الخاص بالحقبة الزمنية فتحولت من أسطورية إلى وصفية ثم مادية، ولم تطأ المنهج التحليلي إلا خلال القرنين الماضيين، ولم تخلوا مصنفات التراث من حديث عن العمارة بما لا يمكن أن يشكل قاعدة بحثية منفصلة أو نظرية ...قائمة، ويمكن أن يعود إطلاق تسمية (العمارة الإسلامية) إلى القرن التاسع عشر على يد المستشرقين الغربيين، على قاعدة كونها مفهوم ومسمي ورد من كنف التراث الثقافي الإسلامي، وليس بحالة مجسدة للعقيدة الإسلامية.
ويذهب الغربيون إلى أن أول من نظّر للعمارة في العالم هو الروماني فيرتروفيوس (عاش حوالي عام 85 ق.م) صاحب المثلث المعروف بإسمه، ثم ورد اسم البرتي وبالاديو في إيطاليا عصر النهضة ليسيروا بالتدوين المعماري قدماً، وتلاهم الفرنسي (يوجين فيوليه لو دوك - 1814 - 1879)، الذي يعتبر من رواد المدرسة التحليلية والوظيفية، التي شرعت بالقفز إلى عمارة الهياكل الحديدية في أواسط القرن التاسع عشر، وأمتد تصاعدياً حتى عمارة القرن العشرين ونظريات العمارة والتنظير والنقد المعماري.
وبالرغم من كون المعالم المعمارية القديمة هي خير وثيقة مقروءة لما وطأته فنونها في الماضي، ولكن يبقى للحالة التدوينية النظرية أهمية في تحديد المنهجية الفكرية التي أسست لها، وكان للتلاقح الحضاري بين الإسلام وجنوب أوروبا أثره في خروج طرز معمارية بعينها كالرومانسك والقوطي والباروك التي لم تكن قطعاً وليدة إلهام هبط من السماء، ولا سيما في ظروف التخلف، بقدر كون تلك الطرز إمتدادات لجذور جلبتها العمائر والفنون المجاورة الأرقي، وتتمثل في عمائر الإسلام، وهكذا قدم الشرق الإسلامي حصيلة نتاجه المعماري إلى الغرب الأوروبي المسيحي، الذي أسبغ عليها تسميات وإصطلاحات.
وهذا كتاب هام، يسلط الضوء على مضامين فن العمارة بشتى حالاتها وقد قسمه الكاتب إلى ثلاثة وحدات؛ تحدث في الوحدة الأولى عن بعض المفاهيم المعمارية، أما الوحدة الثانية فعرض فيها أشكال وعناصر العمارة، وقدم في الوحدة الثالثة الفن المعماري ببعض الدول. إقرأ المزيد