تاريخ النشر: 01/01/1980
الناشر: المكتبة الثقافية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"الليلة ليلة صيف اشتد فيها الهجير وترصعت السماء الزرقاء بنجومها اللاحقة وساد السكون في باريس ولا سيما في تلك الجهة الممتدة من شارع سانت بول إلى الباستيل، ومن شارع سانت انطوان إلى نهر السين. هناك حيث شيد ذلك القصر الرهيب، قصر سانت بول، الذي كان قبل اللوفر مسكن ملوك ...فرنسا، وحسبك في مصف هذا القصر انه كان يسع عشرة آلاف إنسان وكان فيه سبع كناس وست حدائق وثمانية قصور مختلفة للملكة والملك ورئيس الأساقفة وغيرهم، وهي جميعها محاطة بسور عظيم، فكان يطلق على هذه البنايات كلها اسم سانت بول وفي حدائق هذا القصر العظيم مكان خاص للوحوش الضارية. فكانت إذا دقت أجراس الكنائس جاوبتها الأسود بزئير يشبه دويّ الركود فلم يكن يعلم الناس شيئاً عن داخلية هذا القصر ولذلك كثرت الإشاعات عنه وتوالت الخرافات فيه فكان مثله في عهد الملكة ايزابو مثل قصر يلدز في أيام السلطان عبد الحميد. ففي الساعة العاشرة من مساء تلك الليلة أنت الملكة ايزابو واقفة أمام مرآة من الفولاذ وقد لبست في معصمها سوارين رصعا بالزمرد وتختمت بالخواتم المختلفة في جميع أصابعها حسب العادة في ذلك العهد وجعلت تنظر إلى محاسن وجهها البديع وجمال شبابها الفتان إذ لم تكن تتجاوز الثامنة عشرة من العمر ولكنها كانت تنظر وهي تصغي وقد بدت عليها علائم الجزع فكانت تتنهد في حين إلى حين. حتى إذا دقت الساعة العاشرة تنهدت تنهد ارتياح وقالت: لقد آن الأوان. إقرأ المزيد