تاريخ النشر: 24/07/2008
الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:لماذا بقي الصدر رمزاً معشوقاً هام فيه المدلهون، فحفدوا في أثره منقادين بثورة التهيام إلى مناحرهم، كأنهم يساقون زمراً إلى جناتهم؟ لماذا بكاه الجميع حتى من لم يكونوا على خطه، بل حتى خصومه وجلادوه، الذين صيره غيهم معاد ثأر الله ونسخة الوتر الموتور؟ لماذا حبس نفسه في أغلال التقيد ...حتى عن شؤونها الحلال، فلم تظهر يوماً سارحة فيها بلا وثاق؟ لماذا عزف عن الحياة عزوف الطارهين، كأنه لا يملك حساص بديعاً يتذوقها؟ لماذا لم يخامر حب الأرض (أم الجميع) كأنه ليس خاضعاً لناموس "منها خلقنكم"؟ لماذا نذر روحه لأمر كلفه اعتياف ذاته، والخروج على رغباته؟ لماذا أوقف وجوده -بل أذابه- في غيب باطن رأته بصيرته النافذة أجلى الظواهر في عالم الشهادة؟ كيف قرأ القيم ومن جسدوها من آبائه قراءة جاب بها الأفضية الشداد للتجسيم في منتهى الامتداد بلا نفاد؟ من حرم عليه ما وجده غيره مباحاً من طعم الراحة النشوى في ألق الأمجاد ونياشين الفخار؟ كيف توحدت فيه إشراقة العقل والبرهام، وجذبة القلب والوجدان، ليعود قرباناً لهما وأيما قربان؟ كيف تجلد قلبه في رعود القوارع وهو المرهف الهيمان في مدي الأحاسيس وسامرة المشاعر؟ كيف وله بالصبر والصمود دأب الهائمين، وهما كره الطباع ومباءة الأوجاع؟ كيف استأنس بمذاق العلقم في المرارة القصوى للمكاره كأنه يشتار منها شهده الرغيب؟ علام طلق الدنيا ثلاثاً، وهي في أوج إقبالها عليه بزخرفها الفتان وبريقها الأخاذ؟ لماذا لم تأسره العناوين الخلابة التي أوجد سواه لأسرها اللذيذ منمق الأعذار؟ هل نسي أنه ابن هذا الطين الواهن، المحمول في مركب المنى والرغبات، في عباب الأنا والذات واللذات؟ كيف غفل عن عذر التهلكة الذي ركن إليه من سواه، فأمنوا سطوة الأشرار ولذعة القيود وحز الشفار؟ لماذا غاب عنه برهان من هو دونه للزوم البقاء، ما دام هو الضرورة التي يفرضها تميزها بحاجة غيرها التي يفرضها تميزها بحاجة غيرها إليها، واستغنائها عن الآخرين؟ كيف غدا حر السيف في مذبح التصحية رغبة طاغية استغلقته أحبولتها، فلم يجد النجاة من أوهاقها؟ من أوحى إليه أن كربلاء في شموخها على أثباج مراراتها وسوراتها تستصرخه أن يكون تكرارها المجيد؟ من علمه أنه منهل النجيع الذي ترتوي من نميره شجرة الفداء والفادين على طريق ذات الشوكة؟ من تيمه بفاتنة الشهادة (شهادة الدم)، على أنه الشامخ في الشاهدين بالعلم والقلم؟ من ألزمه فريضة الموت التي احتشدت ضدها جحافل الجبلة وعقدة الفناء؟ كيف وجد في الشريعة أن يجعل وجوده مجمع الشجن المستفحل الواصب، حيث وجد غيره تكليفه في عيش رغيد وعمر مديد؟ ألم تكفه كلمة الوعظ الصدوق التي نطقها قلبه الخاشع، المفعم بالعرفان المكين، مزهوة بهالة فكره الميسان، التي تميدت لعقله العملاق ذي الأيد المتين، عباقة ببديعة العمق الفقهي، الموغل في استكناه الشريعة من أغوار المصادر والمظان، فيبقى بذلم المرجع الأثير المكلوء من غوائل الشرور والشنآن؟ لماذا أغرم بالناس غرام الإنمياث، مفتوناً بسؤددهم في أبهى ذراه، حيث كلفهم غيره غرم الانبعاث في أحلامه سراعاً إلى مشتهاه؟ كيف صمم بفرط العناد على أن يخوض الموج الراعد في خضم المحنة الفقماء، مستهاماً ببريق السيف المشهور عند قبره المحفور؟ الإجابة الشافية عن كل هذه الأسئلة هي محاولة يخوضها هذا الكتاب.نبذة الناشر:محمد باقر الصدر.. كان على منهج الصّادقين العظام في موكب القادة النازهين.. وكانت فيه (رض) أبها معالم القيادة الربانية، الجديرة بأن تستعيد بالمماثلة الفذة روعة ذلك الشموخ الفارد.. الذي صاغه النبيون والربيون عقوداً لا نظير لها، تزين جيد الحياة بحسنها وبهائها.. وكان ذلك المجدد البارع الذي أحيى تلك الفصول السماوية التي قدّت من كبد العلياء.. إنه الفهم الممتاز بالتفرد والاصالة، والعلم المتوحّد بالشمول والموسوعية، والوعي الخلاق المتضوع بالتجديد، والسلوك الفذ المنساب من نبع اليقين والاعتصام، والصفاء الفكري والروحي الذي يعج بالبصيرة والفداء... إقرأ المزيد