مرتكزات السيطرة الغربية (مقاربة سوسيو - معرفية)
تاريخ النشر: 27/02/2009
الناشر: دار الحداثة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:يهدف هذا الكتاب إلى تقديم الإجابة عن السؤال الآتي: لماذا يسيطر الغرب على العالم منذ ما يقارب الخمسة قرون؟ لقد قدم عدد من المفكرين إجابات على هذا السؤال الشائك، في العالم العربي وخارجه، بخاصة في الحقل السياسي والاقتصادي والثقافي. بيد أن أحداً لم يحاول الإجابة على التساؤل المطروح من ...زاوية معرفية، أي من باب تبيان أسباب غلبة الغرب في طرائق التفكير والتخطيط والتنفيذ.
لذلك سعت المقاربة المدرجة في هذا الكتاب إلى معالجة الموضوع، برمته، من هذه الزاوية البالغة الأهمية، بالتوقف عند التمفصلات الذهنية لسيطرة الغرب على العالم المعاصر. حيث يتضح أن خمسة محركات ذهنية هي التي تشكل الأساس الموضوعي لهذه الظاهرة. فطريقة فهم وممارسة مسائل السيطرة والمساجلة والربح والتنظيم والمعرفة هي ما يجعل من الغرب ما هو عليه اليوم من عظمة وقوة.
يبدأ فهم ظاهرة الغرب من فهم البنى المعرفية التي يعيش في إطارها الغربيون. ذلك أن تنسيق المحركات الذهنية الخمسة المذكورة أعلاه عند الغربيين، كأفراد وجماعات، هو الذي يسمح لهم بالسيطرة على العالم بهذا الشكل الثابت والمنهجي والمتواصل الذي نشهده منذ قرون عدة.
في المقابل، يلاحظ أن تجارب السيطرة الأخرى التي عاشتها مناطق جيو-سياسية أخرى، كاليابان إبان النصف الأول من القرن العشرين مثلاً، لم ترق إلى مستوى التناسق الذي بلغته التجربة الغربية. الأمر الذي لم يسمح لها بالديمومة والسيطرة على العالم كما هي الحال في التجربة الغربية، فاستثمار المحركات الذهنية قد خضع، شرقاً، وغرباً، لمعالجات مختلفة لم تبلغ كلها لا التركيب نفسه ولا النتيجة نفسها.
هذا يعني أن قوة الكتلة الغربية تنبع ليس فقط من تجربتها التاريخية الخاصة، بل وأيضاً من جهدها المتواصل في إعادة تأهيل بناها المعرفية بشكل يتناسب مع كل عصر. فهنا يكمن سر نجاحها الحقيقي. إقرأ المزيد