دراسات في تفسير النص القرآني - الجزء الأول (أبحاث في مناهج التفسير)
(0)    
المرتبة: 43,941
تاريخ النشر: 01/01/2010
الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:إذا ما رمنا تحديد عدد من المكونات الأساسية التي تنتظم تفاسير القرن الرابع عشر الهجري، يتحتّم علينا البحث عنها في الموقع الركين الذي حظي به عصرا العقل والعلم، وفي ما كان لها من دور في حركة التفسير. قيمة العقل وتأثيره، في فهم الكلام الإلهي وإدراك النصوص الدينية وتفسيرها، موضوع ...له خلفيته العريقة من خلال تناوله في الأروقة العلمية وحضوره في البحوث الكلامية والفقهية، كما يشهد على ذلك تاريخ الفكر الديني، بما حفل من نزعات تجنح صوب الإفراط والتفريط أخرى، وإن لم تعدم أحكاماً معتدلة على هذا الصعيد. وأن الجنوح إلى الفعل والاهتمام به، والاعتماد عليه، كما التزام جانب الحيطة والدقة في استعماله، كلاهما ممارستان كان لها ولا يزال، دليلها من القرآن والروايات.
والموقف يحسمه الدارسون عملياً، فتارة يميل هؤلاء إلى التمركز العقلي، والنزعة العقلانية أكثر فيقل جانب الاحتياط، فيحملون العقل فوق ما يطيق، وتارة ينزلقون إلى فجاج الاحتياط فتضيق عليهم جرأتهم ويفقدون روح الإقدام كلياً، ويسقطون في هوة التقليد تمام السقوط، على أن بين الاثنين نمطاً وسطاً اختطّ في مساره خط الاعتدال بين التعقل والتعبد، وسلك سبيلاً في التدبر والتفسير جهد فيه للمحافظة على حرمة الاثنين، بحيث أعطى لكل منهما حقه.
فمن جهة، نظر هؤلاء إلى عقل الإنسان وفكره بوصفهما معيار الإنسانية الرفيع؛ فالعقل هو محور التكليف والثواب والعقاب. ومن جهة أخرى، ذهبوا إلى أن الحسابات الظنية والمعادلات العقلية، عاجزة عن إدراك عمق الوحي، واستيعاب جميع أسرار نظام التشريع وحكمه. وليس بمقدور أحد أن ينكر أن مفردات، مثل العقل، والفكر، والشعور، والنظر، والعلم، والتذكر، والتدبر، والتفقه، وما شابه هي من مصطلحات القرآن الأساسية، ومن المفاهيم المحورية لآيات القرآن التي استخدمت بهيئات وتراكيب مختلفة...
وهكذا يمضي علي رضا عقيلي في بيان دور العقل وموقعه من خلال دراسة مقارنة في أربعة تفاسير معاصرة. ويأتي هذا البحث ضمن مجموعة أبحاث لمفكرين إسلاميين الهدف منها الإسهام في وضع دراسات لتفسير النص القرآني وبيان مناهجه. وقد كان لكل بحث منها دوره الهام في إلقاء الضوء على دور المفسرين في وضع النص القرآني موضع الاجتهاد في بيان إعجازه: التشريعي والفقهي والفكري والاجتماعي...
ويأتي هذا الكتاب الذي هو الثاني في سلسلة "الدراسات القرآنية" والأول في دراسات في تفسير النص القرآني. هذا وقد دارت الأبحاث في محاورها حول المواضيع التالية: العودة إلى القرآن بوصفه مرجعية لإنقاذ الأمة، الهرمينوطيقا وعلم التفسير، التفسير العلمي للقرآن، دور المنهج في عملية التفسير، آفاق التفسير الموضوعي في القرن الهجري الأخير، التفسير الموضوعي – مقارنات بين السيد الصدر وآخرين، مبادئ تفسير النص المقدس من خلال تجربة تفسير سيد قطب "في ظلال القرآن"، لمحات من منهج القرآن التعبيري، إسماعيل الصدر وحلقة أخرى في التفسير الإصلاحي، التفاسير القرآنية المعاصرة قراءة في المنهج، معاني القرآن على ضوء علم اللسان.نبذة الناشر:إن الانهيارات المتعددة الأبعاد التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية المعاصرة دعت العلماء والمفكرين والمصلحين إلى إطلاق نداء العودة إلى القرآن بوصفه خلاصاً لهذه الأمة الغارقة في الانسداد الحضاري المتجسد في الركود الشامل في الاجتماع والسياسة والتربية. ورأوا فيها كذلك خشبة الخلاص لهذه الأمة العالقة بشباك التأخر والرجعية وإفلاس الطروحات العقلية والاجتماعية والمعرفية.
إن مظاهر وتجليات هذا الجهد لحركة العودة إلى القرآن رغم أنها لم تكن بالمستوى والعمق المطلوبين، إلا أنها اتسعت وانتشرت في فترة قصيرة من الزمن وكانت منشأ لظهور محاولات ومشاريع إحيائية ترمي إلى إعادة تشكيل العقل الإسلامي وتجديد صياغة الاجتهاد الديني. دراسات قرآنية في كافة المجالات والحقول بدأت تلوح في الآفاق الإسلامية وقد كشفت أبعاداً هامة للمفاهيم القرآنية بحثاً عن الحلول ورغبة في الخروج من المآزق المختلفة. كما اتسعت رقعتها لتشمل الواقع الإسلامي بكل تنوعاته، مما أثرى مشاريع العودة إلى القرآن الكريم، والأصول الإسلامية برؤية جديدة وبطرائق وأساليب متنوعة بغية الوصول إلى البديل الإسلامي الحضاري الذي ينسجم مع قيمنا ومقاصد ديننا العليا للإنسان والمجتمع. إقرأ المزيد