تاريخ النشر: 30/01/2008
الناشر: فراديس للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"ضاق الأستاذ المسجّد بقراءة الطلبة لقصيدة بشار بن برد، وضاق بالقصيدة نفسها، وتعقيدها على طلبة الصف الثاني الثانوي، وتساءل هل المشكلة في القصيدة، أم في الطلبة الذين ضمرت مواهبهم، وضعفت هممهم عن فهم تراثهم وأدبهم..؟ إلقاء يُفسد نقاء الأذن كما يُفسد الضباب والغبار رؤية العين. يتخبطون في النطق والقراءة، ...ولا هم بالعرب ولا هم بالعُجم! عقولهم لا تتفهم ولا تستوعب القراءة المثالية للأستاذ! بل لا تستوعب التصحيح المكرر لقراءات الطلبة المتتالية! إنه لأمر مثير للدهشة لا يستطيع الطالب استيعاب الغلط وتصحيحه! إن الذهن يرفض ولا يتقبل! وتلك المصيبة كافية للشعور بالقرف والقهر. وما أحسن القوانين الطبيعية التي تهديك القواعد التي تتبعها كنصائح طبية ثمينة مثل كل فعل ردّ فعل مساوٍ له في القوة معاكس له في الاتجاه والمنحى. إن فساد الأذن لهو الانتحار بعينه، وإن تذوق الأصوات وسحرها كمتعة الاستماع بمشاهد الجمال، وكل عضو من أعضائك سينتحر وينخره الدود قبل أن يلقى بك في مزبلة التعليم، من أعصابك إلى عينيك إلى عقلك بلا طائل. إنها لمهزلة... يتذوقون الشعر القديم قبل أن يتعلموا القراءة والكتابة، كالأصم يستمع للأوركسترا! لقد أحالهم الضعف والبؤس العلمي إلى "فمٍّ مرٍّ مريض... يجد مرّاً به الماء الزلالا". المهم أنا الذي يموت شيئاً فشيئاً كالشمعة التي تحترق لتضيء، إننا شموع تحت شمس الظهيرة تؤذي، وعقبة في طريق الحياة... لنرّ نهاية الطريق، وإلام يفضي".
يصوّر الروائي الواقع التعليمي وما صارت إليه هذه المهنة، وما آل إليه حال الطلاب. واقع مأساوي انتهى بتلك المدرسة التي مثلت مسرح الأحداث (التي جاءت بمثابة رمز) إلى ازدياد أعداد الهاربين عن المدرسة كل يوم، وتناقص الفصول، وكثرة الجلد، وليشمل الاضطراب الطلبة المثاليين، والمتفوقين في صراع لا يتوقف بينهم وعرفاء الفصول، والأهم من ذاك ازدهار تجارة الأسلحة، والمعركة التي لا تفطم إلا لتلتئم من جديد، ولتصبح المدرسة كملوك الطوائف في صراعات ضاربة، وأحزاب تكبر لأحزاب وكأنها حقول طالبان.نبذة الناشر:سأسند إليك الإشراف على النشاط، وانفرجت عينا الأستاذ دهشة، ولم يستطع أن يسأل عن السبب، فقد عقدت الدهشة لسانه، لكن المدير أضاف بلهجة ودية متراخية: أنت مثقف والنشاط يحتاج إلى ثقافة، فقال الأستاذ بعد تفكير: النشاط يحتاج إلى سياسة لا أكثر.. أنت المنظر السياسي! منظر، ولكني لست سياسياً مجرباً.. ثم أضاف بسعادة لذلك العرض وإن لم يوافق عليه: السياسي يحتاج إلى قبول وارضية تنبت الأصوات لصالحه، ألا يكفي صوت السلطة؟ الصوت الذي يمنح الاستقرار هو صوت الطلبة. واحتار الكهل السمين، وفكر وقدر، وتذكر الأستاذ العسجد طموحاته ورغباته لعلها تتورد من جديد وتتفتح لأول قطرة من السماء لميلاد ينقذ وضعه كمعلم للصبيان، اللقب العاهة الذي يبرح ذاكرته... إقرأ المزيد