تاريخ النشر: 15/01/2008
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:هذا الأثر الموسوم (هاوية الجنون) محاورات فلسفية بين المهندس (الكهل) نبيه عقل النابلسي المولد (المتوفي 1994م) والشاب المسرحي/الأستاذ يحيى حباشنة (المولود في راكين/الكرك 1960م)، أعاد الأخير صياغة هذه الحوارات على شكل روائي معتمداً على الديوان المطبوع لشيخه/نبيه عقل المنشور بعنوان (ربما تتصفحين وتصفحين)، ومخطوطات لأعمال مسرحية كتبها نبيه عقل، ...وأخرج بعضها يحيى حباشنة.
هذ الأثر (هاوية الجنون) نص روائي: لأنه يعتمد على وقائع وأشخاص ما زالوا يأكلون ويمشون في الأسواق، وهو في نفس الوقت صيغ على شكل حكائي، روائي قصصي: لأنه كان الأ،سب إخراجه بهذا الشكل حتى الآن، ولأنه يمكن تطويره لأعمال أخرى على ما سيأتي بيانه... والغرض الأساسي الذي يهدف إليه الكاتب أن يكشف عن أفكار شيخه إزاء الخالق والكون والحياة، وما هي الرؤية المثالية للإنسانية كما يراها نبيه عقل؟ وإلى أي مدى ضحى كله من نبيه عقل ويحيى حباشنة لتحقيقها؟.. وكيف كانت النتيجة؟! (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر). ولكن لا بأس أن تتبدل الرؤية وتتضح التجربة!! (الهاوية) في النص الروائي الذي بين أيدينا هي الحياة الدنيا، وهي خضيرة حلوة ما في ذلك شك، والمقبل عليها كالآكل ولا يشبع، أو الراتع اللاعب ولا يسأم، على نحو قول إخوة يوسف (أرسله معنا غداً يرتع ويلعب)، ألم يقل ربنا سبحانه وتعالى: "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضل والخيل المسومة والأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب).
ونحن بني الدنيا حلقنا لغيرها و ما نحن فيه فهو شيء محبب، هذه (الهاوية) كما تصورها حوارات النص الروائي، إن هي إلا تصورات العقل البشري لنماذج بشرية وقفت على (حافة الهاوية) التي تترسب في قعرها جميع الفلسفات عبر التاريخ، وما هي إلا هاوية سحيقة لجبروت الجاذبية على حد تعبير فيلسوفنا نبيه عقل، التي نتشبث بوجودها على الرغم من كل محاولاتنا لكسر قيودها، والتحرر من جبروتها.. إن قسوة الحياة هي قوة الجاذبية التي تشدنا إلى الأرض كما صاغها (كولن ويلسون) عارضاً إياها كعصابة تخور أمامها قوانا، ويسري فينا ضعف تعجز معه أرجلنا عن الصمود.. فيبدأ جبروتها من جديد بالانتصار علينا... (الرواية) أو هي كما صورها رسولنا صلى الله عليه وسلم مثل الذي يفر من الموت كمثل الثعلب تطلبه الأرض بدين.. الحديث.. قال شارح الحديث: إنما ذكر الأرض لأن الإنسان لا مهرب له منها، وإنما مثل الثعلب لشدة روغانه وعصيانه على لاصائد، ثم إن الأرض تطلب حقها من الدين في ذمة الإنسان، ولكنه في النهاية مغلوب على أمرع، ميت لا محالاة، مقهور بالموت. إقرأ المزيد