تاريخ النشر: 22/01/2008
الناشر: طوى للنشر والإعلام
نبذة نيل وفرات:على مشارف القرى يقف الكهنوت متأملا الأرض الخضراء، لتبدأ غزوات الكهنوت على تلك الأرض، فيحرقون مزارع القثاء والثوم والبصل والفوم والعدس، ليعيش الناس بعد انتصار الكهنوت، على قطع ومزق من المن والسلوى التي يقسمها الكاهن فقط، لكن المن والسلوى لا تكفي شعوب الأرض المهزومة، وواحات الكهنوت غصت بساكنيها المهاجرين ...إلهيا من القرى، فمزارع البصل والثوم دمرها الكهنوت بدعوى خبثهما، وبقيت قطع من القثاء وحبات من العدس والفوم في طرقات القرى المقفرة، حاولت التقاطها لبعثرتها في ثنايا أوراقي لعلها تجد قلباً يؤمن بآلهة الخصب، فيعود إلى قريته لينعم بما تخرجه من بقلها وثقائها وفومها وعدسها وبصلها، ولهذا فقد قسم المكتوب في هذا الكتاب إلى أربعة أقسام: أولاً: الكتابة المعقولة وتتضمن: مأساة الكتابة، وجودية الكاتب، الكتابة شريعة، الكتابة تشرد. ثانياً: اللغة المعقولة وتتضمن: اللغة بين الوثنية والحداثة، اللغة بين تأميم الحزب والدلالة الحرة. ثالثاً: الديانة المعقولة وتتضمن: الديانة كميثولوجيا، الديانة كإيديولوجيا. رابعاً: السياسة المعقولة وتتضمن: السياسة والكهنوت التاريخي، السياسة علم لا حتمية دين.
وقد تم خيار كلمة (المعقولة) في وصف الفصول الأربعة، لأن العقل في مفهومنا العربي من المتضادات، فيعني الربط والتقييد تارة، كقولنا: إعقل من العقل وهو القيد، وتارة تعني انطلاقاً التفكير وهو المفهوم النادر، ولهذا فأنا أعني بالمعقولة: المقيدة والمربوطة بسلاسل صدئة من كير الكهنوت.
ما ستقرؤونه هنا من خلال المتن والهامش في حقيقته نتاج ديماغوجيتين كان الباحث من هجاهد عبد المتعالي يتغذى بنيوياً بالانصات إليهما في وسطه الاجتماعي الذي نشأت فيه، ونشأ فيهما أمثالي (ممن عاشوا الحياة بعلل هؤلاء).
تأمل الفصول الأربعة، تعلم ألف باء الكواكب السيارة، لا تذهب بعيداً، وتأمل التراب، بل ادفن رأسك فيه، لعلك تشبع جوعك المزري بعبق الأسلاف، ثم أخبرنا هل فكرت؟! كرر تأملاتك الدون كيشوتية في كل زوايا المعمورة والمغمورة.. تخط بحر الظلمات الذي في رأسك، بسفن يصنعها العقل لتكتشف أرض كولمبوس الجديدة، دون أوهامك المغموسة بأيمان مغلظة: أن تخوض البحر بفرسك، لو علمت بعده أرضاً جديدة.
تأمل كرة أخرى.. ثم قل بعد التأمل والنظر ما تشاء، لكن لا تقل إنك فكرت، فكل تأملاتك للكون تخرج من مشكاة الأطلال التي تراها لمن سلف، فكيف تظن أنك فكرت، أيها المفكر الطللي.
استشهد بما تشاء، لكن لا تسمي الاستشهاد تفكيراً، بل محاجة، والحجة تقوم على ما اشترعه الجمهور، لا على ما اشترعته الحقيقة، الحجة نزع من السياق ضد من يجهل السياق، والحقيقة النسبية استسلام، والمطلقة صمت.
حاول أن تكون أنت لعلك تصل إليك، ولا تدعي التفكر في نفسك، فما تفعله لا يتجاوز من تأمل صورته على صفحة الماء ليصنع أسطورة النرجس.نبذة الناشر:لا يمكن التعريف بهذا الكتاب بأبسط صورة ممكنة لكي يكون مقنعاً أو قريباً من الفهم فهو رغم محاولات القراءة الأولى ورغن ما سيثيره في عقل القارئ من أسئلة كبرى حول العقل والفلسفة والتاريخ والجغرافيا. حول الإنسان وعلاقاته والتفكير واللغة والوجود، حول كل ما هو بشري وسماوي إلهي (وإشاراته) بالوقوف الطويل على الكتاب ومصباتها على الكائن وبصيرته المخبأة في جيب قميصه دون أن يجرؤ على لمسها أو الاطمئنان عليها أو حتى التفكير بوجودها.
يخوض في كل المناطق المأهولة بالمسكوت عنه طويلاً لا لأجل الفرجة عليه والعودة منه من أجل أن يتخمر ويترك للذباب، بقدر ما هي خوض في الشائك والمخيف، وهذا ما نحتاج إليه تحديداً لكي ننزع العتمة المحيطة بنا.
إن إعادة التفكير بالحياة هي إحدى المهمات الضرورية التي يركز عليها موضوع الكتاب بما فيه من جرأة ومواجهة. تصل في أقصى حالاتها إلى سماع دوي... دوي الارتطام من فرط المسافة. إقرأ المزيد