تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ابن العربي هو صاحب هذا الكتاب، وهو أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد المعافري الأندلسي الاشبيلي، الإمام العلامة، ختام علماء الأندلس وآخر أئمتها وحفاظها كان أبوه من فقهاء اشبيلية ورؤسائها. ولد سنة (468هـ-1076) وتأدب ببلده، وقرأ القراءات، ثم رحل إلى مصر، والشام وبغداد ومكة. كان يأخذ من ...علماء كل بلد يرحل إليه حتى اقتن الفقه، والأصول، وقيد الحديث، واستمع في الرواية، واقتن مسائل الخلاف والكلام، ومتجر في التفسير، وبرع في الأدب والشعر، وعاد إلى بلده اشبيلية بعلم كثير، لم يأت به أحد قبله، ممن كانت له رحلة إلى المشرق. سكن بلده وشودر فيه، وسمع، ودرس الفقه والأصول، وجلس للوعظ والتفسير، وقد ألف تصانيف كثيرة مفيدة. ويعتبر كتابه "أحكام القرآن" من أهم مصنفاته، بل من أهم المصنفات التي دونت في التفسير الفقهي في المذهب المالكي. ويتعرض هذا الكتاب لسور القرآن كلها، ولكنه لا يتعرض إلا لما فيها من آيات الأحكام فقط، ويعتبر هذا الكتاب مرجعاً مهماً للتفسير الفقهي عند المالكية، لأن مؤلفه مالكي تأثر بمذهبه، فظهرت عليه في تفسير روح التعصب له، والدفاع عنه، غير أنه لم يشتد في تعصبه إلى الدرجة التي يتغاضى فيها عن كل زلة علمية تصدر من مجتهد مالكي، ولم يبلغ به التعسف إلى الحد الذي يجعله يفند كلام مخالفيه إذا كان وجيهاً ومقبولاً.
ثم إن المؤلف كثيراً ما كان يحتكم إلى اللغة في استنباط المعاني من الآيات، كما أنه شديد النفرة من الخوض في الإسرائيليات ومن الأحاديث الضعيفة. وبالجملة من الكتاب مرجع هام للتفسير الفقهي عند المالكية، بل عند كافة المذاهب الفقهية. وجاء الكتاب محققاً حيث إعتنى المحقق بتخريج آياته وكل شواهده الروائية والشعرية، وترجمة أعلامه خدمة للقارئ، وعمد إلى ضبط نصه ضبطاً تاماً بالعودة إلى الكثير من النسخ التي بين أيديه ومطابقتها ومقارنتها مع بعضها حرصاً منه على أخراجه خالياً من الأخطاء والتصفيحات، بالإضافة إلى ذلك حرصه حرصاً شديداً على تنقيح مسائله وتدقيقها وما أكثر الأخطاء فيها في النسخ السابقة. إقرأ المزيد