مشهد العيان بحوادث سورية ولبنان
(0)    
المرتبة: 27,715
تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
نبذة نيل وفرات:يعدّ هذا الكتاب رواية معاصرة للفتن الطائفية في القرن التاسع عشر وخلفياتها متداعياتها، وضعه ميخائيل بن جرجس مشاقة الطيبب (1799- 1888) وكان قد وسمه بهذا العنوان: "الجواب على إقتراح الأحباب" إلا أنه قد أعاد صياغته وزاد عليه: ملحم خليل عبده، وأندراوس حنا شخا شيري، وجاء تحت هذا العنوان الحالي: ..."مشهد العيان بحوادث سورية ولبنان".
وقد تم إغناؤه بدراسة وتعليقات وملحق للدكتور لويس صليبي، وهو الذي اختار وسمه بــ"صدام الأديان والمذاهب في لبنان... شهادة من الماضي... عبرة للآتي".
وقد حوى هذا الكتاب في طياته الكثير من الحقائق والوقائع... والدروس والعبر، يقول د. صليبي؛ فأحداثه... مذابح طائفية قيل عنها: كنا نتأفف ونأسف للطائفية وما تجرّ من ويلات، منها نحن أضفنا اليوم إليها... المذهبية، أمسينا بشرّ واحد وأصبحنا باثنين، والشرق العربي كله يكاد ينفجر ويتفتت تحت وطأة الشحن الطائفي والمذهبي.
ويتابع د. صليبي قائلاً: "وأحداث سورية اليوم ذكرت الكثيرين بهذا الكتاب ولفتت الإنتباه إليه، فنفذ ما بقي منه من نسخ مع بداياتها، والناس تربط الماضي بالحاضر، وتخشى أن يقع اليوم... ما وقع بالأمس... ومخاوفها هذه ليست أوهام... حتى إن البعض بات يخشى فعلاً من أن يعود أهل ذمة، ومواطناً درجة ثانية.
وما حصل للمسيحيين في مصر بعد الثورة، والعراق، وبعض ما حصل في ليبيا يزيد من هذه المخاوف، وما يعيشه المسيحيون في لبنان من إستلاب وإغتراب عن تراثهم وإستيراد متواصل لقيم الغرب لا لبضائعه فقط وتغرب وهجرة وبيع أراضٍ... يزيد من إحتمال عودة الذمية: "مضيفاً هنا بأن هذا الكتاب يتحدث في سياق حديثه عن المجازر، عن الدور السلبي للاكليروس والكنيسة في التسبب بمجازر عام 1860 مبيناً أن محرري مشهد العيان ملحم عبده وإندراوس شخا شيري وهما مسيحيان ملتزمان يؤكدان رأي الدكتور مشاقة البرونستانتي ومؤلف كتاب "حسر اللثام" في دور الإكليروس السلبي هذا.
وإلى هذا فقد انحصر عمل د. لويس صليبا في إعداد هذه الطبعة الثانية على تنقيح الأخطاء وإضافة عدد من الخرائط التوضيحية والرسوم، ويمكن القول بأن هذا الكتاب يعود من جديد، وبعد طول غياب، إلى المكتبة العربية، وذلك لأسباب يذكرها د. صليبا كالتالي: فـ"مشهد العيان بحوادث سورية ولبنان"، مصدر لا غنى عنه في دراسة تاريخ لبنان في القرن التاسع عشر، لا سيما الأحداث والفتن الطائفية التي اندلعت في جبل لبنان ودمشق، وجذور هذه الأحداث وأسبابها وخلفياتها ونتائجها.
من هنا، كان عمله على إخراج هذا المصدر بحلّة جديدة عصرية وطبعة منقحة، وتقديمه له بدراسة التي شغلت المدخل لهذا الكتاب، والدراسة تهدف إلى تحليل مواده، أو القسم الأبرز منها، ونقدها والبحث في مصادرها، وتعامله معها، كما تهدف إلى مقارنته بغيره من المصادر التي تناولت الموضوع عينه.
موضحاً بأن هذا المؤلّف إنما يفرض نفسه بين مصادر التاريخ اللبناني، كمرجع لا غنى عنه للباحث والمتعمق في تاريخ لبنان في القرن التاسع عشر لأن رواية هذه الأحداث كان فعلاً شاهد عيان لها، وهكذا ما سيلحظه القارئ، بأنه كان رواية للأحداث، أكثر منه مؤلفاً للكتاب، من هنا جاء العنوان "مشهد العيان".
والأبعد من ذلك، بأنه لم يكن شاهد عيان فحسب؛ بل إنه كان مشاركاً في الحدث وفاعلاً فيه، أو في جلّه... إنه الدكتور ميخائيل بن جرجس مُشاقة؛ الذي يقول عنه جرجي زيدان: "كان نابغة من نوابغه (القرن التاسع عشر) ذكاءً وفطنة وهمّة"، وقد عَبَر بسني عمره القرن التاسع عشر من أوله إلى أواخره، إذ كانت ولادته في 1799/3/20 في رشميا في جبل لبنان، وتوفي في دمشق في 1888/7/6، وفرغ من جمع كتابه، كما يقول، في ختامه في 1873/11/22، معيداً التأكيد أن الذي كتبه تحقق من حدوثه بنفسه، و"البعض من الحوادث أخذها عن ثقات القوم".
أما العنوان الذي وضعه مشّاقه لكتابه فهو "الجواب على إقتراح الأحباب" ويعود سبب إختياره لهذا العنوان إلى أنه أحبّ أن يلبي طلب إخوانه فيضع تاريخاً يدوّن فيه أخبار عائلته، وما عرفه عن حوادث لبنان وبقية برّ الشام، فكان كتابه جواباً على ما طلبه أحبابه وأحفاده ومن جاء هذا العنوان. إقرأ المزيد