النفط والحرب والمدينة ؛ مصير الحياة الحضرية... إلى طريق مسدود؟

النفط والحرب والمدينة – يقدم لنا الدكتور فيصل حميد كتاب جاد ويأتي في وقته الصحيح ليجيب عن أسئلة كثيرة تحير الكثير منا ومنها: ماذا يجري حولنا ولماذا تعاظم اهتمام أمريكا بالمنطقة لتجد من الضروري أن تحتل العراق وتؤسس لتواجد عسكري دائم ومهما كان الثمن؟ ما هي أسباب ارتفاع أسعار النفط المضطردة؟ ما هي أسباب ارتفاع أسعار الأطعمة؟ ما هو معنى بدء نضوب النفط والغاز الطبيعي وما تأثيرهما على الحياة الحضرية؟ ما هو مستقبل الحياة الحضرية في ضل مشكلة نضوب النفط والغاز الطبيعي؟ وأخيرا وليس آخراً – ماذا نستطيع فعلة لديمومة الحياة الحضرية بكافة جوانبها؟ الكتاب يشتمل على ثلاث أجزاء لمواضيع متصلة يبعضها البعض أولها مشكلة العجز بتجهيز النفط خصوصاً ومشكلة الطاقة عموماً. وثانياً الحروب والصراعات الدولية من اجل السيطرة على ما تبقى من موارد إنتاج الطاقة في العالم، حيث إن الحرب لها علاقة مباشرة بالنفط من جهة، وبمحاولة الإبقاء، بأي طريقة، على أسلوب الحياة الحضرية والمعتمد كلياً على الطاقة النفطية، لذا نأتي الى الموضوع الثالث، وهو مستقبل الحياة الحضرية في ظل انخفض توفر الطاقة في العالم. الجزء الأول من الكتاب مخصص لفهم ما هو النفط وكيف تكون وأهميته للحضارة الحديثة بكافة جوانبها، إضافة لتأثيره على البيئة الطبيعية وعلاقته بالنظام الاقتصادي والمالي العالمي. كذلك معنى وأسباب نضوب النفط، ويناقش الآراء المختلفة حول إمكانية التغلب على هذه المشكلة. ويوضح أنواع الطاقة البديلة للنفط والتي يمكن استخدامها كوقود للسيارات والشاحنات. ويـبـين تأثير استخدام المصادر النباتية لإنتاج الوقود السائل للسيارات على وفرة وأسعار الغذاء في العالم. الجزء الثاني من الكتاب يعني بالحرب من اجل النفط يوضح أنواع ومناطق حروب الثروات المتوقعة في القرن الجديد، وينظر في أكبر حروب الثروات في وهي حرب العراق. ويشير بوضوح إلى أن علاقة النفط بالحرب ويبرز الأدلة التي تربط أسلوب الحياة الحضرية الامريكية المسرف للطاقة والذي شكل احد أهم أسباب الحرب. الجزء الثالث معني بدراسة مستقبل الحياة الحضرية في عصر ينخفض فيه توفر الطاقة. ويدرس التطور الحضري في المدن الأوروبية، حيث قابليتها على التكيف للاستهلاك المنخفض للطاقة. ويشتمل على دراسة لتطور مهنة الهندسة المعمارية ومهنة تخطيط المدن في أوروبا ونشوء الحركة الحديثة في العمارة والمشاكل التي ارتبطت بالتكوين الحضري جراء فكر هذه الحركة. كذلك يقدم دراسة لتأثير نضوب النفط على مدن العالم النامي. ويركز على دراسة حالة لبعض مدن الشرق الأوسط والتي تعتبر عالية الاستخدام للطاقة. وأسلوب الحياة المسرف للطاقة يحضى بدراسة عميقة للاسباب التي أدت إلى تطور هذا الأسلوب وبالخصوص في امريكا، حيث تحولت المدن الأمريكية إلى مساحات شاسعة من الشوارع والأحياء السكنية على امتداد الطرق السريعة والمعتمدة كلياً على السيارات والشاحنات التي تعمل بالوقود النفطي. ويستعرض الحلول الأمريكية المقترحة للتغلب على مشكلة العجز بالطاقة. يتبع ذلك خاتمة الكتاب والتي تقدم رؤية عامة لتكيّف المحيط الحضري لعصر انخفاض الطاقة. والرؤية مبنية على اعتبار ان القرارات التي نتخذها اليوم هي التي تصنع، ليس فقط مستقبل المحيط الحضري بل لها تأثير على الكثير من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. وتنتهي الخاتمة بملخص لأهم القضايا التي ناقشها الكتاب بشكل سبعة أسئلة وأجوبة. هذا كتاب يجب ان يقرأ من قبل كل من يصبو الى فهم المشاكل التي يواجهها عالم اليوم وبالخصوص كل من له دور في