تاريخ النشر: 01/12/2007
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الشاعر يوسف عبد الصمد يثبت في ديوانه هذا، موقعه المتميز في المدرسة الكلاسيكية المتجددة في الشعر العربي. وهو يبني بالتفعلية المكرسة والقافية الواحدة شواهق شعرية لا تكفي قراءتها مرة واحدة.
هذا الصائغ المعلم هو أحد مؤسسي الرابطة القلمية الجديدة في المهجر الأمريكي وعميدها، وغاية الرابطة كما يقول: "هي بعث التراث ...العربي الشرقي ومد جسور التقارب بين الثقافتين، الشرقية الحالمة والبرغماتيكية، في مدرحية جديدة". لكن رغم ذلك فإنه يمثل في شعره الأصيل الاستمرارية المشرقية العربية شكلاً وأما المضمون فهو مضمون الوفاء.
بلى أنه ديوان الوفاء. الوفاء للأسياء الكبار وللمعلمين الكبار وللمبدعين الكبار، الوفاء للأرض والوطن الأرض والأبناء والأخوة. ففي سر هذا الإبداع الشعري المتأني حنين. وأشواق تطوي المسافات القاسية وتجعل من دنيا الشاعر كتلة من الحب والفروسية ومن توقد الوجدان والرؤيا.
مدات الحنين بذاكرة العفل والقلب تنبض في أناشيده. فهو غنائي مفكر ومؤمن عقلاني وعاشق مبصر وحالم يقظ. والديوان زاخر بتأملات الحكمة وبالرؤيا التوحدية التي تأبى أن تجزئ الكون وأن تقطع أوصاله وكأنه دنيا الحصص المصادرة أو المسلوبة.
وفي رائعته "اعيدوا لنا كوكب الأرض" غزارة النجوى وسطوع التأمل ونباهة الهيام، تتدفق كلها هالات نور حول يسوع المسيح على الأرض الغافلة.
أما الوطن فحنينه إليه يكاد يكون لازمة شعره ويفيض وفاؤه حباً لأرض أجداده.
وأما زحلة فلها في شعره جمال السبك وغزارة المضمون وإيقاع موسيقي مطرب يخرج من القلب.
ويذكر الشاعر مبدعي زحلة ومنهم رفاق شعره كما يذكر معلميها بإكبار ووفاء.
ويبرز علي بن أبي طالب فارساً كبيراً من فرسان الديوان وسيداً وقطباً ينشد له الشاعر أيامه في الصعاب والقتال والاستشهاد ويشارف شعره الأحداث المصيرية في تاريخ العرب والإسلام. مجسداً بطولة علي وعظمة دوره وجلال موقعه.
وفي قصيدة ميشال طراد تقواه في أسنانه الغزل الصافي ميشال طراد.
وبعد فإن يوسف عبد الصمد شاعر اليقظة والحنين، شاعر الأصالة المتينة الباقية على عهد الشعر المسبوك بالوزن والقافية الواحدة. وقد أدرك، وهو العارف: أن الحضارة الحاضرة قد انهكها التقصير وصبغت بدم الاسمنت والخشب. إقرأ المزيد