تدمير تراث العراق وتصفية علمائه ؛ جريمة أميركية صهيونية إيرانية منظمة
(0)    
المرتبة: 25,158
تاريخ النشر: 16/11/2007
الناشر: دار الطليعة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب الذي يقدمه الباحث والمحلل السياسي الأستاذ حسن غريب، تحت عنوان "تدمير تراث العراق وتصفية علمائه"، يكشف بالأرقام ويوثق بالأدلة القاطعة في قوتها الثبوتية البعد الأيديولوجي للحرب التي شنت على العراق والتي ما تزال مستمرة.
وهو في ما يقدمه بين دفتي الكتاب من تحليل موضوعي ورؤية استشرافية، ووثائق، لا ...يضيف إلى المكتبة العربية والمؤسسات ذات الصلة بالإرث الثقافي المتشكل عبر التاريخ للشعوب، كتاباً موثقاً بالأرقام والمعلومات وحسب، بل يكشف بأن هذا الذي تعرض له العراق من السرقة لآثاره، وتدمير صروحه العلمية وتصفية لعلمائه، ليست جريمة عادية تخضع للمساءلة الجزائية العادية، بل هي فضلاً عن ذلك جريمة بحق الإنسانية كونها تشكل انتهاكاً صريحاً لكل المواثيق الدولية وخاصة اتفاقية لاهاي 1954 في ملحقيها الأول والثاني التي تؤكد على وجوب حماية الممتلكات الثقافية في حالة وقوع نزاع مسلح.
هذا الكتاب الذي يكشف أبعاد الجريمة المنظمة التي نفذها، ويستمر بها الحلف غير المقدس بإضلاعه الثلاثة الأميركي والصهيوني والإيراني، ضد تراث العراق الثقافي ومن ضمن تراثه الأثري، إن من خلال النهب والسرقة للكنوز الأثرية، وإن من خلال تدمير الصروح العلمية، وإن من خلال تصفية واغتيال الخبراء والعلماء والكفاءات العراقية مدنية كانت أم عسكرية، إنما تهدف إلى إعادة العراق إلى مجتمع ما قبل الدولة المدنية على الصعيد السياسي، وغلى مرحلة ما قبل دخول عملية التحديث في كل مجالات الحياة الأخرى.
إن أهمية هذا الكتاب التوثيقية، أنه يضع الحرب على العراق في إطار الصراع الشمولي استناداً إلى خلفية أيديولوجية، رمى أصحابها إلى إسقاط وطمس معالم إرث تاريخي لشعب كانت أرضه مهد الحضارات الإنسانية الأولى.
ولعل أخطر ما في هذا البعد الأيديولوجي، إن أطراف الحلف الثلاثي إنما أرادوا ويريدون من خلال تدمير ما تبقى من معالم أثرية في العراق، كشواهد على التاريخ الحضاري لهذا الشعب، أن يطمسوا معالم التواصل التاريخي للحقب التاريخية لهذه الأمة، والتي تشكل ركناً أساسياً من أركان تشكلها القومي.
إن الصهيونية العالمية تبحث جاهدة عن آثار لتواصل تاريخي لكيانها القومي لم تجد لها معالم في أرض فلسطين.
والأمركة الجديدة المسكونة بالظهير الصهيوني تسعى لإعادة صياغة النظام العالمي فكراً ومصالح على قياس أهدافها القريبة والبعيدة.
والفكر الإيراني المشدود إلى قوميته الفارسية، الذي يستحضر كلما سمحت له الفرصة أمجاد فارس الغابرة، لم يستوعب التحولات الفكرية والسياسية التي أحدثتها ثورة الإسلام بقيادتها ورافعتها العربية.
هؤلاء كلهم يريدون إثبات وجودهم وتأمين مصالحهم واستحضار ماضيهم ليس من خلال فعل إيجابي في إطار مجتمعاتهم، بل من خلال فعل سلبي يتناول تدمير الآخر أي الإثبات بطريقة النفي.
فالصهيونية العالمية تريد إثبات حقيقة "إسرائيل" القومية من خلال نفي حقيقة وجود قومية عربية. والأمركة تريد حماية مصالحها من خلال تدمير وضرب وإلغاء ما تعتبره مصدر تهديد لهذه المصالح. والإيرانية المسكونة بـ"التاريخية" الفارسية، تريد إثبات حضورها ودورها واستعادة مجدها الغابر من خلال فتح البوابة العربية أمام نفوذها والذي لا يستقيم إلا بتدمير الموقع العربي الذي يشغل البوابة الشرقية للوطن العربي.
هذا الإثبات لأهداف وأدوار ومصالح الحلف الثلاثي "غير المقدس" لا يستقيم تحقيقه إلا بنفي حقيقة العراق، كياناً وطنياً، وسداً قومياً أمامياً، وإرثاً ثقافياً وصرحاً علمياً على المستوى المؤسسي والإنساني.
وأهمية هذا الكتاب الذي بين أيدينا، أنه أتى في وقت، تبدو فيه الأمة العربية بأمس الحاجة لكشف أبعاد الجريمة الأميركية الصهيونية الإيرانية، المنظمة التي تستهدف تدمير تراث العراق وتصفية علمائه. إقرأ المزيد