تاريخ النشر: 23/10/2007
الناشر: النخبة للتأليف والترجمة والنشر
نبذة نيل وفرات:اقتنع الناقد في هذه الدراسة بتأمل قصائد مطولة من ديوان "إلى من أهواه" للشاعر عبد العزيز محيي الدين خوجة مكتفيا بعشر قصائد كانت هي أطول النصوص في هذه المجموعة الشعرية وأما المنهج الذي استند الناقد إليه عند تحليله لهذه النصوص فهو الأسلوبية, مع وقوفه عند بنيتين أسلوبيتين هما: 1-بنية ...الزمان، 2-بنية الضمير.
ونظراً للعلاقة الوطيدة بين التحليل الأسلوبي والإحصاء فقد فرض ذلك على الناقد انجاز عدد من العمليات الإحصائية لضبط المتن المدروس ضبطاً رياضياً وتحديد المؤشرات العددية التي اعتمدها في التحليل. فعند التوقف عند الزمان، كان لا بد له من معرفة الأفعال التي تعامل معها الشاعر في وجهها الأول الذي يقترحه الزمانرالصرفي بمستوياته الثلاثة المعروفة والنبش عن أسباب التركيز على زمن دون آخر وما هو موقع الماضي في المتن وما هي حركية المضارع وتطلعاته وما هي آفاق الأمر المنطلق، إذن لا بد أن يكون عدديا لتحديد التفاعلات التي تحدثها هذه الوحدات, في الحركة العامة التي يصنعها الزمن الصرفي في النصوص, داخل الحركيات العامة التي تخلقها الوحدات المعجمية كلها وعند النظر إلى الزمن الشعري الخاص بالشاعر كان لا بد للناقد أن يحوّل الأزمنة الصرفية إلى أزمنة لها قدرة على أكبر على الحديث في النص وهي الأزمنة الدلالية التي يعبر الشاعر بواسطتها عن حاجاته الخاصة, فهي لسانه الذي ينطق به, وهي فرصة البوح بما يضنيه, ولحظة الإفراغ لما يجده من فرحة, ويختلج في عمقه من ذوبان الحب الصادق… والحزن النظيف والسعادة العابرة والألم القائم والرجاء الدائم.
ولا سبيل له إلى ذلك أو بعض ذلك إذ لم يقم بإفراغ المعطيات العددية الأولى للزمن الصرفي في جداول أخرى تستوعب الزمن الثاني الذي هو زمن الشاعر على اختلاف محطاته الكثيرة ودلالاته المتنوعة. ومن ناحية ثانية فإنه يبقي التعامل مع العدد بالنسبة للناقد أمرا ضرورياً, وذلك عند تحليله لبنية الضمير في هذا المتن وعملية الإحصاء لا بد منها لتحديده أعداد الضمائر التي وردت في النصوص الشعرية المحتفى بها وأنواعها ولا يتم له ذلك إلا بالعودة الى هذه القصائد المطولة في ديوان إلى من أهداه وعدها بدقة متناهية ووضع جداول كثيرة متباينة تظهر أنواعها وأعدادها ونسبها المئوية ورتبها ويتوقف ذلك لدى الناقد على تأمل له طويل ومتجدد للنصوص وحرصه على جمع كل هذه الوحدات المعجمية بدقة متناهية في حدود القدرة البشرية الداعية لإنجازه العملية الكبرى المقصودة من ورائها وهي رسمه خارطة المعابر التي تسلكها عملية التلقي في المتن وتحديده المحطات الرئيسية التي تتحكم في هذه العملية وكشفه عن وسائل الإرسال وطرقه ومعرفته سبيل استقبال الخطاب الشعري والوعي بموضوع هذه الرسائل التي يوجهها مرسل مهموم بحالة انسانية تؤرقه ويبعث بها إلى مرسل إليه يختاره ولا يفهم لغته سواه.
لقد حاول الناقد في بحثه هذا معرفة بعض أسرار الإعتراف عندما تتحول إلى رسالة شعرية يضع فيها الشاعر قلبه بين يدي القارئ صفحة مفتوحة… ويهمس فيها بلغة الروح في أذن المتلقي الداعي والقارئ المجرب بحكايات تهز بخفقها جدران قلبه… لأنها محبوكة بحروف الصدق… مغموسة في رحيق الإبداع… ملونة بلون الحقيقة. إقرأ المزيد