تاريخ النشر: 20/03/2023
الناشر: النخبة للتأليف والترجمة والنشر
نبذة الناشر:هل هو الأثير الأغلى في القلب أم هو الأثير الذي ينقل صوتنا ويحفظه في ذاكرة الكون؟
من الإهداء نستشف أننا أمام رواية ذات أبواب ونوافذ مفتوحة على الإرث الثقافي اللبناني الأصيل.
تبدأ الرواية بخطوات هادئة مثل سيدة تعبر الطريق بهدوء الفلاسفة وأناقة الأميرات.
الصفحات الأولى تتناول، بانسجام في السياق السردي، تاريخ ...المسرح اللبناني.
العين السينمائية تتيح للقارىء وصفًا تفصيليًا للأمكنة بلغة أنيقة مشمسة، مشبعة بالحب والحنين، تلونها ريشة فنّانة انطباعية، ويؤكدها الحقل المعجمي للألوان: البيضاء، الأسود، أحمر وأصفر، البنيّ،...الأصفر الكناري، الحمراء الكاردينالية، زيتيّ...
الجمل الاعتراضية ليست عبثًا، بل لترفو المعنى في وعي القارىء، وتكمل المشهد.
ترصّع العامية اللبنانية الجمل ( في مقدمة سعقلية، وخلال الحوارات: زنخة، مهضوم، الحركشة...). تتدخل أغاني فيروز للتخلّص من عبء المصارحة ولتؤكد حضور أغنياتها في اليوميّ المعيوش.
المدهش خلال الرواية تلك القدرة الشفيفة على استقراء نفسية وروح وفكر وسلوك " الأثير" وكأنه سيرة ذاتية في كتاب مفتوح، لم يبق من شخصيته أية علامة استفهام.
تستعيد الراوية ،عبر المونولوج المتبادل، ذكريات وتفاصيل مفصلية في حياتهما، بنفحات شاعرية حزينة. وتبقى النهاية مفتوحة على احتمالات شتى.
رواية بيروتيّة بشخصياتها، بأحيائها، بشوارعها، بمطاعمها، بذكريات الحرب الأهلية؛ وتحضر ثورة ١٧ تشرين ،وكذلك تفجير مرفأ بيروت في ٤ آب ٢٠٢٢، والنظام السياسي الفاسد. جائحة كورونا حاضرة أيضًا (الكمامة، البقاء في البيت، العمل on line...).
العبارات حافلة بالنعوت التي تمطر مع المشاعر لوصف الزمن العاطفي ( السنوات الراكدة، المنقوصة، الباهتة، المبهمة، الضجرة، القلقة، القارسة... فارض العقوبات، هادم الملذّات... )، أو لاكتمال المعنى، فالأثير والاغلى شخصيتان تبحثان عن الكمال دومًا.
قصة حب بين مثقفَين، محاطة بظروف عائلية معقّدة، ضمن سيمفونية سردية لحياة امرأة تقودها بحنكة المايسترو ووعي عالم النفس. تسبر أغوار نفسها وقلبها وأغوار الآخرين. تتمتع بهذه الاكتشافات وتسجلها، تسجّل حتى زمن القبلة (دقيقتين وبضع ثوان).
كأننا ندخل إلى المدينة الفاضلة، لا نسمع فيها لاغية، كل شيء يسبح بالزرقة الأثيرية، في عالم محلوم به. إقرأ المزيد