تاريخ الظلم الأميركي وبداية زمن الأفول الإمبراطوري المديد
(0)    
المرتبة: 94,109
تاريخ النشر: 01/08/2007
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:درس الكاتب المعروف وليام بلوم عمليات التدخل العسكري والجاسوسي وما ألحقته بالدول والشعوب من الدمار والاضطراب خلال العقود السنة الماضية كما لم يدرسها أحد قبله. وقد خلص في كتابه الموسوعي: "قتل الأمل: تدخلات الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية منذ الحرب العالمية الثانية" إلى القول: "قصفت الولايات المتحدة العراق عام ...1991 فانتهت بإقامة قواعد عسكرية في السعودية والكويت والبحرين وقطر وعمان والإمارات. وقصفت يوغسلافيا عام 1999 فانتهت بإقامة قواعد عسكرية في كوسوفو وألبانيا وبلغاريا ومقدونيا والمجر والبوسنة وكرواتيا. وقصفت أفغانستان في 2001-2002 فانتهت بإقامة قواعد عسكرية في أفغانستان وباكستان وكازاخستان وأزبكستان وطاجكستان وقرغيزيا وجورجيا واليمن وجيبوتي، وقصفت العراق ثم غزته عام 2003 فانتهت بإقامة نفسها في العراق.
إن ما عرضه بلوم هو استنتاج ذكي على القارئ أن يضيف إليه استنتاجاً آخر هو أن كل هذه القواعد موجودة في دول منتجة للنفط أو في دول لا تبعد أكثر من ساعتي طيران أو ثلاث عن الدول النفطية. ومضى المحلل السياسي الدولي نعوم تشومسكي خطوة أخرى عندما استنتج أن "نظام القواعد العسكري الدولي من المحيط الهادئ إلى جزر الأزور مصمم إلى حد كبير للعمليات في منطقة الخليج. أضف إلى ذلك أن الدافع لتنظيم عمليات مكافحة المقاومة والتخريب في اليونان وإيطاليا في الأربعينات كان في جانب منه القلق المرتبط بتدفق نفط الشرق الأوسط إلى الغرب، وامتد نظام القواعد العسكرية الآن إلى دول المعسكر السوفييتي السابقة مثل بلغاريا ورومانيا".
وتجب الملاحظة أن معظم ما تحقق لأميركا بين عامي 1991 و2005 كان حصاد ذراع واحدة من أذرع السيطرة هي العمل العسكري. لذا فإن القائمة تصبح أطول بكثير عند إضافة حصاد سلاح الدولار الذي استخدمته أميرك بفاعلية ملفتة لقلب الأنظمة وإطاحة الحكومات وتمويل المرتزقة وشراء الولاء في أكثر من 100 دولة من بانكوك إلى سانتياغو ومن أديس أبابا إلى بغداد.
ولا تكتمل صورة فاعلية الأسلحة التي تتوافر في ترسانة التدخل الأميركي ما لم يضف إلى العمل العسكري السافر والدولار النشات الجاسوسي الذي تتولاه وكالة الاستخبارات المركزية ومجموعة من الوكالات الجاسوسية التي تشرف عليها وزارة الدفاع والحكومة الاتحادية، والمؤسسات الاقتصادية الناشطة في تعظيم الديون الدولارية وتحويل اقتصاديات الدول النامية من اقتصاديات تقوم على إحلال الإنتاج المحلي محل الواردات إلى اقتصا موجه للتصدير وأهمها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وفيما عبرت الحرب الأميركية في العراق سفنها الرابعة، توافر للباحثين كمّ هائل من المعلومات المتصلة بها وبأهدافها لكنها لا تزال مع ذلك من أكثر الحروب التي عرضها العالم تعقيداً ولا يحلّ جزء من التعقيد إلا بتفكيك تداخل الأهداف عن بعضها ويمكن أن يتضح إذ ذاك أن الحرب العراقية ليست حرباً واحدة بل مجموعة من الحروب التي تخاض في الوقت نفسه تقريباً لتحقيق أهداف مختلفة تماماً.
ويعرف القارئ أن الهدف الأميكي الأهم لتبرير الغزو هو إزالة أسلحة الدمار الشامل، لذا ألغى عدم اكتشاف مثل هذه الأسلحة سبب الحرب وكان يجب أن تتوقف فوراً وتبدأ القوات الأميركية والبريطانية الانسحاب. لكن أميركا طرحت أسباباً بديلة في كل مرحلة من مراحل الاحتلال، وانتهت إلى السبب الذي غزت أفغانستان من أجلهع وهو محاربة الإرهابيين الذي تستخدمه الإدارات الأميركية غطاءً للسيطرة على أكبر مكمن للطاقة في لعالم.
يقول الكاتب الروسي ألكسندر سولجينيتسن "لا يمكن ستر العنف إلا بالكذب، ولا يمكن ستر الكذب إلا بالعنف". لذا تنفرد أميركا من بين دول العالم بوجود إدمان مفرط على قلب الحكومات وإشاعة العنف والفوضى في بلاد البشر ووصوله في حالات بعينها إلى حال غير بعيد عن الهوس. ومن يعتقد أن أميركا وصلت في العراق إلى حالة متقدمة من التوحش؛ فإنه لا يعرف ماذا حدث في الفلبين أو فيتنام أو كمبوديا أو لاوس أو أندونيسيا. مهما يكن من أمر فإن البحث في تاريخ العبث الأميركي في مقدرات ومصائر الدول وتداعيات ذلك من خلال انعكاسه على أميركا نفسها يتطلب دراسة موضوعية. من هنا يأتي هذا الكتاب الذي لا يقف الهدف منه عند أعتاب عرض معالم الاستراتيجية الأميركية التي بدأت بغزو العراق إذ لا يوجد أي سر في كل هذا وباستطاعة كل باحث التأكد منه في الوثائق الأميركية والدراسات المتاحة للجمهور، بل إن الكتاب سيتعدى في دراسته تلك الحدود منطلقاً في عرض مضاعفات إخفاق أميركا في تحقيق أول بند من بنود الاستراتيجية وهو السيطرة على العراق مما أدى إلى انهيار الاستراتيجية بكاملها. بالإضافة إلى ذلك ستكشف الدراسة على أن هذا الانهيار يتبعه تسريع الأفول الأميركي الاقتصادي المديد وإعادة هيكلة الاستراتيجية الدولية لتقوم على تعددية القوى العظمى في العالم فتفقد أميركا مركز أحادية القطب الذي ادعته لنفسها بالتزكية الذاتية نتيجة زوال الاتحاد السوفياتي وتهبط إلى مرتبة أدنى من التي احتلها عام 1991 فيما ترتبع مرتبة الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا بغض النظر عن النتائج العسكرية النهائية في العراق.نبذة المؤلف:بتحقيق أهم هدفين استراتيجيين لاحتلال العراق، وهما استمرار سيادة الدولار على العالم من خلال فرضه دون غيره من العملات على تجارة الطاقة، والسيطرة على مصادر الطاقة في منطقة الخليج العربي بما يتيح لأميركا ضمان أمن الطاقة الخاص بها والتحكم بقرار تصدير النفط، كان من المفترض أن تبدأ أميركا، عام 2007، التركيز على استراتيجية ثالثة ترمي إلى تدمير القوة الوحيدة في العالم القادرة إلى إفناء الولايات المتحدة، وهي القوة النووية الروسية. وتتضمن هذه الاستراتيجية نشر شبكات الصواريخ الأميركية في بولندا وتشيكيا لاعتراض الصواريخ النووية الروسية العابرة للقارات في حال تمكن روسيا من توجيه ضربة نووية انتقامية رداً على الضربة الأميركية الاستباقية.
إن هدف هذا الكتاب ليس عرض معالم الاستراتيجية الأميركية التي بدأت بغزو العراق، إذ لا يوجد أي سر في كل هذا، ويستطيع أي باحث التأكد منه في الوثائق الأميركية والدراسات المتاحة للجمهور، بل عرض مضاعفات إخفاق أميركا في تحقيق أول بند من بنود الاستراتيجية وهو السيطرة على العراق مما أدى إلى انهيار الاستراتيجية بكاملها، وسيتبع هذا الانهيار تسريع الأفول الأميركي الاقتصادي المديد، وإعادة هيكلة الاستراتيجية الدولية لتقوم على تعددية القوى العظمى في العالم، فتفقد أميركا مركز أحادية القطب الذي ادعته لنفسها بالتزكية الذاتية نتيجة زوال الاتحاد السوفييتي، وتهبط إلى مرتبة أدنى من التي احتلتها عام 1991، فيما ترتفع مرتبة الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا بغض النظر عن النتائج العسكرية النهائية في العراق. إقرأ المزيد