تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: كتابنا للنشر
نبذة نيل وفرات:لقد تسلمت أميركا قيادة العالم ولا سيما المعسكر الغربي منذ أن انهارت الحقبة البريطانية، التي سقطت فعلاً عام 1914، وبدأت أميركا إدارة دفة السفينة العالمية رسمياً عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، التي خرجت منها منتصرة من دون أن تطلق رصاصة واحدة على أرضها، وما زالت مستمرة في ...التربع على العرش العالمي حتى يومنا هذا، رغم أنها تعرضت لسلسلة من الأزمات جعلت نظامها العالمي يترنح لكنه لم يسقط. فقد تمكنت من تجاوزها، وكان آخرها أحداث 11 أيلول سبتمبر 2001 التي نقلت الحرب إلى الأرض الأميركية.
أعلنت أميركا الحرب على الإرهاب في حوالي 60 دولة، وقد بدأت هذه الحرب في أفغانستان، حيث أسقطت نظام طالبان، ووجهت ضربة قاسية لتنظيم القاعدة لكنه ما زال حياً، وهي مستمرة في حربها على ما يسمى الإرهاب، و"محور الشر". ولا يعرف متى ستنتهي، وكيف، وما ستكون نتيجتها، إذا استمر العالم الثالث يتخبط بأزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون أن يقدم له العالم الغربي بزعامة أميركا الحلول السياسية والتنموية بدل التعامل معه بالحديد والنار. فهو بذلك سيتحول إلى مركز لليأس والفقر ومصدر عدم استقرار وتوتر وعنف للعالم المتقدم.
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1989 لم يظهر في الأفق أي منافس أوروبي أو آسيوي راغب أو قادر على إنهاء سيطرة أميركا كزعيمة على العالم. فإمكاناتها ما زالت ضخمة نسبة إلى بقية الدول. فحجم اقتصادها يساوي حجم الاقتصاد الأوروبي تقريباً (8 آلاف بليون دولار لكل منهما). أوروبا تتفق 140 بليون دولار فقط على الدفاع، حتى بعد 11 أيلول/سبتمبر، مقابل 347 بليون دولار للولايات المتحدة التي تعمل على تطوير التكنولوجيا واللوجستيات والقوة الضاربة التي تهملها أوروبا. فتنفق أميركا نحو 30 ألف دولار للجندي الواحد على البحوث والتطوير مقابل 4 آلاف دولار لأوروبا. لكن الخطر على تداعي الزعامة الأميركية يبقى داخلياً، أي أن تتفجر التناقضات الدينية والعرقية والإثنية والاقتصادية والاجتماعية، فتؤدي إلى انهيار الإمبراطورية التي وصلت إلى القمة وهي مستمرة في التقدم باتجاه الهاوية. أما كثرة الكلام عن نظام عالمي جديد يسمى "العولمة" فيقصد به أن هناك بنية اقتصادية وسياسية جديدة لنظام عالمي جديد متفلت من أي قيد أو رابط، تكونت على أنقاض البنية السابقة والنظام العالمي الذي صنعته أميركا على وفق مصالحها الاقتصادية والسياسية. فهذا الكلام مبالغ فيه ولا صحة له، فأميركا لا تزال تمتلك القدرات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية وغيرها للحفاظ على قيادتها للعالم وحماية نظامها العالمي، والتحكم به وضبطه اقتصادياً وسياسياً.. إلا أن عدة أزمات، وتطورات كثيرة حدثت، فجعلت هذا النظام مدولاً بشكل واسع لا معولماً، حيث توسعت التجارة والاستثمار الأجنبي المباشر بشكل كبير بين الدول، بيد أن آليات الضبط والتحكم ما زالت قائمة.
من هنا يتبادر إلى ذهن كل مصطلح على السياسة الدولية سؤال أصبح ملحاً وهو العالم إلى أين يتجه؟ هذا ما يحاول "غازي شعيا" الإجابة عليه محاولاً من خلال قراءته للواقع السياسي الدولي الوصول لرد ربما مقنع عن النظام العالمي الجديد وهيمنة الكتل الثلاث الكبرى، الاستراتيجية الأميركية استمرارية الهيمنة والتسلط والعنف والتوسع... كما وفي الكتاب توقف عند رأي الدكتور حجار في العولمة والثورة وأميركا في طور الرايخ الرابع.نبذة الناشر:إن النظام العالمي مدول، توسعت فيه التجارة بين الدول، والاستثمار الأجنبي المباشر من أبرز سماته، أما العلاقات التجارية والاقتصادية والتكنولوجية فهي تجري بين الكتل الثلاث الكبرى (أميركا الشمالية- أوروبا- اليابان). أما العالم الثالث فهو مهمش، وقد يستطيع فرض نفسه كلاعب أساسي على الساحة الدولية، إذا ما اعتمد على نفسه ورفض التبعية...
هلا تعود أميركا عن حماقتها إلى رشدها، فتسلك طريق التنمية البشرية المستديمة على مستوى العالم، بدل أن تفق البلايين على الأعمال الحربية المدمرة...
العولمة كمفهوم وتطلعات وأهداف تبغي تدمير الإنسان والمجتمع والبيئة والحضارات الإنسانية الراقية لإحلال الجغرافيا الاقتصادية محل الجغرافيا السياسية، وسيطرة منطق السوق المتفلت بغية تحقيق أقصى ربح ممكن... إقرأ المزيد