تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: بدايات للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:في زاوية شارع من شوارع برلين الغربية ود المختلفة نوعاً ما، وفي ظل شجرة زيزفون في أوج إزهارها باغتني عطر وحشي. كانت كتل الضباب تصعد في سماء الليل، وحين إبتلع آخر تجويف مليء بالنجوم. زحفت الريح المنخفضة، كشبح أعمى، يغطي وجهه بكمية، عبر الشارع المهجور وفي ظلمة بلا بريق، ...فوق حانوت الحلاقة المغلق بمصاريع حديدية، بدأ الغطاء المتدلي بتأرجح كبندول. جئت إلى المنزل ووجدت أن الريح تنتظرني في الغرفة . خبطت النافذة البابية وقامت بإرتداء فوري حين أغلقت الباب ورائي. تحت نافذتي كانت هناك ساحة عميقة حيث تلمع، من بين أغصان الليلك، في أثناء النهار، القمصان المصلوبة على حبال غسيل متألقة في ضوء الشمس. وفي تلك الساحة كانت الأصوات ترتفع بين فينة وأخرى. العواء الكئيب لمتسولين، أو شراء الزجاجات الفارغة، وأحياناً عويل كمان متقطع...إنتشرت كآبة خانقة في تلك الساحة ولكن عندئذ بدأت الريح التي إنزلقت بشكل بائس في أعماقها، تندفع مرة أخرى إلى الأعلى وفجأة إستعادت بصرها، إندفعت إلى الأعلى وفي الثقوب الكهرمانية للجدار الأسود المقابل، إندفعت الصور الظلية للأذرع والرؤوس التي أمسكت النوافذ المتأرجحة وأغلقت أطرها بشدة مصدرة صوتاً كالرنين. إنطفأت الأضواء..تتراءى المشاهد حية ناطقة من خلال عبارات الكاتب، ليعيش القارئ تلك الأجواء مسترسلاً مع الأحداث ومتفاعلاً مع الشخصيات التي إلتقطها الكاتب من واقع الحياة فتأتي قصته لتروي تجارب حياتيه بإسلوب رائع وبرؤية معمقة. إنه الكاتب القصصي بول بولز الذي قال عنه النقاد أنه يكتب وكأن رواية موبي ديك لهيرمان لم تكتب مطلقاً. نشر بولز أكثر من ستين قصة قصيرة ولكنه رغم أهميته نادراً ما أدرج في المختارات القصصية الأميريكية. وتجدر الإشارة إلى أنه إلى جانب القصص القصيرة، أغنى الكاتب عمله هذا بسرد قصير لسير حياة عدد من الادباء والكتاب العالميين. إقرأ المزيد