لجنة العريضة الشعبية في مسار النضال الوطني في البحرين
(0)    
المرتبة: 44,985
تاريخ النشر: 01/07/2007
الناشر: دار الكنوز الأدبية
نبذة نيل وفرات:لم يكن مشروع هذا الكتاب بالأمر الهين واليسير كما توقعته في بداية الأمر. فقد تمثلت الصعوبة أولاً تجميع وربط الكثير من الأحداث والمعلومات مع بعضها وحسب تسلسلها التاريخي، كما تمثلت أيضاً في الحصول على التفاصيل الدقيقة لبعض الأحداث المهمة بسبب غياب التدوين والاحتفاظ بها في تلك الحقبة الأمنية التي ...يحكمها قانون أمن الدولة، وحتى يكون هذا المشروع على قدر كبير من المصداقية والأمانة التاريخية في تناول الأحداث اضطر الكاتب إلى الاتصال بعدد غير قليل ممن شارك في صنع الحدث مع التأكيد والحرص على سماع وجهات النظر المتعددة بهدف عقد المقارنة للوصول إلى الحقيقة. ويجب الإقرار بالدور الكبير الذي لعبته يوميات الانتفاضة التي دأبت حركة أحرار البحرين على إصدارها طوال فترة الانتفاضة في رصد التسلسل التاريخي لكثير من الأحداث.
وبالرغم من كل الحرص وتوخي الدقة والأمانة في نقل ما ورد في هذا الكتاب من معلومات وأحداث، إلا أن هذا لا يعني امتلاكي للحقيقة وخلو الكتاب من الأخطاء أو النقص والقصور في بعض المعلومات. ولربما أثارت بعض المعلومات والآراء حفيظة واستياء البعض ممن وردت أسماؤهم ضمن سياق الأحداث، ولذا فالحق مكفول لهم للتعبير عن وجهة نظرهم انطلاقاً من مبدأ احترام الرأي المغاير مع كامل الاستعداد لتسجيل ذلك وعرضه على القارئ في المستقبل. كما أن الدعوة مفتوحة لكل من لديه أي اعتراض أو تصحيح أو إضافة أن يبادر بإرسالها وكان ذلك من أجل الوصول إلى الحقيقة وحفظ هذه التجربة في ذاكرة الوطن بما يخدم أجيال المستقبل ويقيها شر تكرار الأخطاء.
يسعى هذا الكتاب لتسليط الضوء على تلك المحطات المهمة في حياة الانتفاضة الشعبية وعلى خط سير العمل المطلبي صعوداً ونزولاً مع عدم إغفال المسائل والقضايا التي مثلت إنحرافاً وخروجاً على وحدة الصف الوطني وما ترتب على ذلك من إضعاف لدور الحركة المطلبية.
هناك رسالتان مهمتان يبعث بهما الكتاب: الأولى هي التحذير من الوقوع في براثن الطائفية والدخول في الصراع والاقتتال الطائفي حسب ما يبتغيه ويهدف إليه المخطط التآمري الذي وثقه تقرير البندر. والثانية أن المستقبل السياسي والديمقراطي للبحرين لا يمكن صناعته إلا عن طريق الوحدة الوطنية وهذا ما دللت عليه وأثبتته التجارب النضالية التي خاضها شعب البحرين في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والتسعينيات. ولذا بات من المحتم تغليب الولاء للوطن على الولاء للطائفة من أجل تحطيم المشروع الطائفي، بالرغم من أن المشروع الطائفي قد قطع شوطاً كبيراً على يد السلطة من خلال مخططاتها التي بدأتها بشق الصف الوطني عن طريق التجاور مع قادة ورموز الطائفة الشيعية دون الوطنيين والتقدميين تحت مسمى "لجنة المبادرة" وذلك في عقد التسعينيات ومع بداية الانفتاح السياسي والحديث عن التوافق الوطني وكذلك عن طريق بعض القيادات الدينية ورموزها الذين استغلوا المشروع الطائفي للسلطة ليبنوا علي كياناتهم الطائفية بحجة حماية الطائفة والذود عن مصالحها وهم لا يتورعون في ذلك استخدام سلاح التكفير من أجل تعزيز مواقعهم القيادية. إقرأ المزيد